اللواء إبراهيم: ما يجري في سوريا الآن يجعلنا مستعدّين لتلقّي موجة جديدة من النازحين

شارك  اللواء عباس ابراهيم  في مؤتمر نظمه “التيار الوطني الحر” في فندق الحبتور، تناول موضوع النزوح السوري واللامركزية الإدارية ودور البلديات والمخاتير، بحضور الرئيس العماد ميشال عون ورئيس “التيار”  النائب جبران باسيل.

وردًا على سؤال عن مخيمات النازحين السوريين وهل تأوي إرهابيين ودور المخاتير والبلديات، قال اللواء إبراهيم: “هذا طبيعي، ونحن شهدنا في الفترة السابقة الكثير من الاشتباكات المسلحة داخل مخيمات النازحين السوريين تحديدًا، ولا نتحدث هنا عن المخيمات الفلسطينية. هذا دليل على أن هذه المخيمات أصبح فيها سلاح وكانت الدعوات باستمرار للدخول إليها. ومؤخرا  أوقفت مخابرات الجيش “أبو قصورة” وهو زعيم داعش في لبنان، وجرت توقيفات كثيرة  منها ما هو مُعلن ومنها ما لم يُعلن عنه”.

أضاف: “هذا موضوع له علاقة بما يجري في سوريا. سوريا في الفترة الماضية لم تكن مصدّرة للإرهاب، بل في مرحلة من المراحل كانت متلقّية لهذا الإرهاب، ولبنان كان ممرًا لعبور الإرهابيين إلى سوريا. في التوقيفات التي قمنا بها والتحقيقات تبين أن هناك عناصر كانت مكلّفة  بأعمال ارهابية في سوريا، واذا لم يتسن لها  فتقوم بالعمل الإرهابي في لبنان كساحة مستباحة”.

واعطى اللواء ابراهيم مثالا عمّا جرى في فندق “الديروي” والتفجير الذي قام به الإرهابيون أثناء مداهمة الأمن العام للفندق [في الحمرا] وتوقيفات أوتيل “البافييون” للأفريقي الفرنسي المكلّف بالانتقال إلى سوريا، وكان لديه مهمة سنوية هي القيام بالتفجير داخل البلد. أيضًا، هناك مجموعة آسيوية تم توقيفها وكانت في طريقها إلى سوريا، على اعتبار أن هناك في سوريا من سيسهّل لها الطريق للدخول إلى فلسطين ومحاربة العدو الإسرائيلي.

وأكد  أن “لبنان كان ممرًا، وهذا شكّل خطورة. التركيز يجب ألا يكون فقط على النازح السوري، مع أهمية التركيز عليه، نتيجة عوامل عدة، ولكن أقول أن المخاطر تزداد ولا تتراجع أبدًا، وما يجري في سوريا الآن يجعلنا مستعدّين لتلقّي موجة جديدة من النازحين. مع كل مفصل يجري في سوريا، مع سقوط النظام دخل حوالي 50 ألف نازح فارّين من النظام الجديد، والآن مع تعرّض سوريا للاعتداءات الإسرائيلية يجب أن نكون جاهزين ومستنفرين لتلقي موجة جديدة من النازحين”.

ولفت اللواء ابراهيم ان ” النزوح لم يعد هو الخطر. برأيي كمطلع على ما يجري، الإرهاب في سوريا كان محصورًا في داخل مناطق معيّنة نتيجة المواجهات التي كانت تجري بينه وبين النظام السابق، الآن أصبح الإرهاب ممتدًا على كافة الأراضي السورية وأصبح على الجانب الآخر من الحدود، وهذا ما يجب أن ننتبه إليه. قد يكون من الواجب التنسيق مع الدولة السورية والنظام السوري الحالي لإيجاد حلول لهذه المشكلة، وأنا أعتقد أن المشكل يكبر ولا يصغر، ونحن سنواجه مع القادم من الأيام مخاطر عديدة بهذا الخصوص”.

وسئل اللواء إبراهيم عن سبل تعزيز التعاون بين المخاتير والبلديات والأمن العام في ما يخص بيانات النازحين، فأجاب: “هذه الأزمة استعصت على كل الحكومات المتعاقبة منذ العام 2011 ولوقت طويل، بعدها نتيجة الظروف الخارجية التي مرّت على لبنان ونتيجة الانقسامات الداخلية للأسف، حيث كان يظهر أنه من بين القوى السياسية من كان مؤيدًا لهذا النزوح، لأسباب سياسية، ولو على حساب المصلحة العامة والمصلحة الوطنية”.

أضاف: “أريد أن أذكر في ما يخص الضغوط الخارجية، أن الوزير  باسيل منع منح إقامات لهؤلاء المنظمات أو القيمين على المنظمات التي كانت تمارس ضغوطًا لمنع النازحين من العودة. كان قرارًا جريئًا ومورست ضغوط كبيرة علينا وعلى وزارة الخارجية لإعادة تسيير هذه الإقامات. إذ كان لا بد من المواجهة، لأنه كان يوجد مليونا نازح متفلتين في لبنان بكل معنى الكلمة. المنظمات الدولية كانت ترفض إعطاء الداتا، وأعتقد أنها ما زالت ترفض “.

وقال: “في فترة من الفترات كان 38 في المئة من المساجين في لبنان هم من السوريين، في الوقت الذي كان يوجد 7000 سجين في مجمل السجون، وهذا مؤشر خطير وخطير جدًا.”

اضاف: “لا بد من التعامل مع البلديات التي قامت بعمل جبار. أولاً على مستوى تعبئة الاستمارات البيانية للنازحين، والتي سأقول ما كانت نتائجها، وأعطي مثلاً للنازحين داخل قطاعات هذه البلديات، وللأسف أيضًا كان هناك بلديات لأسباب سياسية امتنعت عن تعبئة هذه الاستمارات، وكان هناك معوّقات أخرى، حيث امتنع نازحون من تعبئة الاستمارات، إضافة إلى أنه كانت حرية التنقل بين بلدية وبلدية مفتوحة وسائبة بالنسبة الى النازح. هذه الاستمارات في النهاية شكّلت داتا معلومات كبيرة جدًا تم من خلالها إحباط العديد من العمليات الأمنية واستهداف الأمن الوطني”.

واستطرد اللواء ابراهيم: “اريد أن أتجاوز موضوع الأمن الوطني لإعطاء مثل يجب أن نقف عنده. حصل انفجار في إحدى الدول الأوروبية. يأتي جهاز الأمن الأوروبي إلى الأمن العام اللبناني يطلب مساعدة، وكان حاملًا بطاقة هوية سورية وإقامة صادرة عن الأمن العام اللبناني، وقال إن هذا المواطن السوري الذي قام بالتفجير وجدنا في جيبه هذه المستندات، فماذا يمكننا أن نعرف عنه؟ عدنا إلى داتا المعلومات، وتبين لنا أن هذا السوري لم يكن في لبنان يومًا بالنسبة الينا، فاضطررنا للذهاب إلى الشام للمراجعة، تبيّن أن صاحب هذه المستندات السورية، القتيل في أوروبا، سجين في السجون السورية. لهذه الدرجة كان التفلت، وكانت القدرة على تزوير الإقامات من قبل هؤلاء للتجوّل فيها في لبنان. وأقول هنا: مشكورين رؤساء البلديات التي قامت بجهود جبّارة والتي ساعدت على تكوين هذه الداتا في الأمن العام”.

وعن أسلوب التعاون بين المختار والبلدية والأمن العام، قال اللواء إبراهيم: “المختار يبدأ عمله من سجل النفوس، هو الركيزة الأولى لمنع التزوير وللاستحصال على المستندات الموثوقة لإنجاز المعاملات التي تلي هذا الموضوع. البلدية لها دور مهم جدًا، وأقول من هنا إن البلديات كانت متعاونة جدًا. نحن في الأمن العام افتتحنا 17 مركزًا لتسجيل العودة الطوعية إلى سوريا، وكانت نتيجة هذا الإجراء هي عودة 25000 نازح طوعًا، وعودة طوعية غير منظمة اعادت الـ425 الف نازح غير شرعي في وقتها كان معالي الوزير موجودًا. وهذا الأمر لم يكن ليتم لولا التعاون مع البلديات ورؤساء البلديات بالنسبة لتقديم التسهيلات اللوجستية الممكنة داخل كل بلدية ليقوم كل مركز للأمن العام بالتسجيل”.

وختم اللواء ابراهيم:” الخطة تضمنت ايضا عودتين طوعيتين: عودة طوعية منظمة عبر التسجيل بأحد المراكز الـ17، وعودة غير منظمة. العودة غير المنظمة هي الخطة التي أعلنت عنها الحكومة الحالية، أي الوصول إلى الحدود اللبنانية السورية وإعفاء النازح اللاشرعي من الرسوم المرتبة والسماح بمغادرته. نحن في الأمن العام كنا متخذين إجراء إضافيا عما تعتمده الحكومة اليوم، وهو إصدار مستند يمنع هذا النازح من العودة إلى لبنان إلا بعد 5 سنوات. أعتقد أن الحكومة الحالية لم تلحظ هذا الإجراء، ولا أعلم لماذا، إنما أقول إن هذه المراكز افتُتحت نتيجة تنسيق مع البلديات”.