كتبت آمال خليل في صحيفة الأخبار:
نفى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي ما أورده موقع «أكسيوس» الأميركي أولَ أمس عن «تفاهم إسرائيلي – أميركي – لبناني لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان لأسابيع أو أشهر»، مؤكداً أن «ليس لدينا أي علم بوجود مثل هذا التفاهم المزعوم». غير أن مصادر متابعة أشارت إلى عدم وجود تأثير لبناني جدّي على لجنة المراقبة في مواجهة التدابير الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن الجيش اللبناني «لا يتحرك في أي صغيرة أو كبيرة، إلا بعد موافقة لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار برئاسة الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز». فعلى سبيل المثال، على الجيش نيل موافقة اللجنة قبل القيام بدورية ما في جنوب الليطاني ولا سيما بالقرب من الحدود. وعلى مستوى أعلى، يعود القرار إلى اللجنة ورئيسها في خطة انتشار الجيش وإعادة تمركزه في نقاطه الحدودية.
وفي ظل «الحياد الرسمي» يتمادى العدو في اعتداءاته وخروقاته. فلليوم الثالث على التوالي، أغارت مُسيّرة إسرائيلية على سيارتين في رأس الناقورة وأصيب شقيقان من أبناء البلدة بجروح.
وفي القطاع الشرقي، توغّلت أمس دورية لجنود العدو من موقع فشكول في مزارع كفرشوبا المحتلة نحو المجيدية والوزاني، في عدوان يتكرر يومياً، ويتخلّله خطف مزارعين وإطلاق نار على آخرين لترهيبهم وإبعادهم عن الحدود، إضافة إلى الاستيلاء على عشرات الدونمات وعزل مساحات أخرى عبر السيطرة بالنار على شريط يمتد على طول الحدود من الحمامص إلى الوزاني والعباسية والمجيدية صعوداً إلى أطراف كفرشوبا، إذ بات يشكل منطقة محتلة عملياً.
وقال مصطفى سرحان، أحد أصحاب الأراضي في مزرعة المجيدية، لـ«الأخبار» إن العدو الإسرائيلي احتل أخيراً 400 دونم من الأراضي عند الحدود وزرعها بالألغام. كما تدخل دوريات الاحتلال إلى مزرعة بسطرة بين حين وآخر، لكنها تمنع بالنار والقنابل الصوتية أحداً من دخولها. وعمدت قوات الاحتلال إلى جرف منازل المزارعين ومزارع المواشي والخيول والطيور في بسطرة والمجيدية، واقتلعت أشجاراً معمّرة ونقلت بعضها إلى داخل الأراضي المحتلة، وفجّرت آبار الري في السهول.
ولفت سرحان إلى أنه بعد عودة المزارعين لاستئناف عملهم، منعتهم القوى الأمنية من إعادة تشييد الغرف الزراعية والمستودعات لإعادة المواشي والخيول التي أودعها أصحابها مؤقتاً في البقاع إلى حين انتهاء العدوان.
ورغم إعادة تمركز الجيش اللبناني عند بوابة العباسية قبالة مركز اليونيفل، يعمل الاحتلال في توغّلات يومية على تدمير ما تبقّى من بيوت في القرية، كما منع عودة الأهالي إلى مزرعة شانوح في أطراف كفرشوبا.
اترك ردك