الباحث في الجيولوجيا وعلم الزلازل الدكتور طوني نمر يحذر من تأثير التفجيرات في القرى الحدودية على الفوالق: الضغوط عليها تؤدي إلى زلازل وهزات!

يبدو أن تداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان لا تقتصر على الخسائر البشرية والإقتصادية والدمار الهائل و النزوح الكبير بل قد تمتد للعبث بالطبيعة وتتسبب بحدوث زلازل و هزات ولا سيما  إذا وقعت التفجيرات في مكان قريب من الفوالق. هذا ما حصل خلال الاعتداء الأخير على العديسة التي قصفها  العدو الإسرائيلي بنحو 400 طن من المتفجرات وقد فعّلت هذه القنابل أجهزة رصد الهزّات الأرضية في شمال إسرائيل.

وإذا كان العدو الإسرائيلي قد تخطى كل الحدود وخرق القوانين الدولية والإنسانية بعدوانه الهمجي على لبنان و استعماله أسلحة محرّمة دوليًا كالفوسفور وبعض الأسلحة الجديدة الشديدة التدمير  وقنابل خارقة للتحصينات تزن طناً  تقريبًا استعملها في اغتيال الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر  الله، لكن على العدو أن يدري أن  التفلت من الضوابط مع قوانين الطبيعة في الأماكن الخاطئة قد يؤدي الى احتثاث زلازل لا يتوقف تأثيرها على حدود الدول كما أشار الباحث في الجيولوجيا وعلم الزلازل الدكتور طوني نمر الذي اكد في حديث إلى “الوكالة الوطنية” أنّ خطورة الاعتداء على العديسة تكمن في أنه “حصل تفجير كبير  متواصل في منطقة قريبة جداً من الفوالق الزلزالية الموجودة في لبنان”، موضحاً أن “فالق البحر الميت عندما يصل إلى جنوب لبنان ينفصل  إلى فوالق عدة والمنطقة التي حصل فيها التفجير قريبة جداً من مكان فالقي اليمونة و روم  ينفصلان من فالق البحر الميت”.

وحذّر من أنّ “التفجير في هذه المناطق ممكن أن يغير الضغوط على الفوالق  بفترة قصيرة جداً وبالتالي ممكن يستحث هزات أرضية و زلازل”. و أشار  إلى ان “الاعتداء الذي حصل في العديسة و شعر به أهالي شمال إسرائيل يجب ألا يمر مرور الكرام لأن في المناطق الزلزالية ووجود فوالق عندما يحصل هكذا تفجيرات كبيرة ممكن أن تؤدي إلى حدوث زلازل”، لافتاً الى أن “التفجيرات و الغارات التي تتعرض لها غزة منذ عام لا تؤثر على حدوث زلازل لأن غزة بعيدة 100 كلم عن فالق البحر الميت”.

وأكد أنه “ما دامت القذائف و الصواريخ تسقط في أماكن بعيدة عن الفوالق و غير مركزة على مناطق محددة من الفوالق فلا خوف من وقوع زلازل”.

بالنسبة إلى الاهتزازات التي يشعر بها المواطنون إثر القصف على الضاحية الجنوبية، أوضح نمر ان ” هذا الأمر نتيجة القذائف و الصواريخ الخارقة للتحصينات التي قبل ان تصل إلى هدفها تكون تضرب بالأرض و بالتالي تولد رجرجات و موجات قريبة جداً من الموجات الزلزالية”. 

وشرح ان ” هذه الموجات بطبيعتها عندما تبتعد عن مكان الحدث تخف مع المسافة و بالتالي عندما تصل على الفوالق الزلزالية الموجودة في لبنان كاليمونة و روم او أقرب فالق بحري فلديها مسافات أقلها تستغرق 15 كم و الفالق البحري 25كم إلى اليمونة و بين 30 و 35 كم إلى روم وبالتالي لا خوف من القصف على الضاحية أن يؤدي إلى زلازل”.

وفي العودة إلى ما حصل في العديسة أوضح أن “حدوث انفجارات مهولة في أماكن قريبة جداً للفوالق الزلزالية و هذه الموجات التي أحدثتها الانفجارات من المؤكد وصلت إلى الفوالق ولم تكن تبددت بعد بل كانت قوية بدرجة قد تغيّر الضغوط على الفوالق و يمكن ان تستحث حصول هزات أرضية نعرف كيف تبدأ لكن لا نعرف كيف تنتهي”. 

أضاف:”من هنا لا يمكننا أن نعبث بقوانين الطبيعة  و القيام بتفجيرات كبيرة وضخمة جداً بشكل قريب جداً من الفوالق الزلزالية ولا سيما  إذا تحركت هذه الفوالق لن يقتصر تأثيرها على مكان التفجير بل يمكن أن تتمدد الحركة على طول الفوالق ليس فقط في لبنان، من الممكن أن تتمدد جنوباً باتجاه الشمال الفلسطيني”. 

من جهة أخرى طمأن نمر الى أن “الغارات الإسرائيلية المستمرة على لبنان إذا لم تكن محددة على فوالق زلزالية بشكل متواصل وكثيف فهي لا تؤثر على الحركة الزلزالية”، مؤكداً  أنه “كي تؤثر زلزاليا يجب أن تكون التفجيرات قريبة جداً من الفوالق الزلزالية كما حدث في العديسة”. 

وفي ما يتعلق بتأثير جدار الصوت المتكرر، أكد أنه ” ليس لجدار الصوت أي تأثير غير ترهيب الناس وتكسير الزجاج وقد تتأثر بعض الأبنية المتصدعة من القصف لكن لا علاقة له بحدوث هزات أو زلازل”. ولفت في المقابل إلى أن “الخطر موجود في لبنان لأنه عبر التاريخ حصلت زلازل وهزات كثيرة والمسببات الطبيعية موجودة لكن ليس من الضروري ان تحصل في المدى القريب”، متمنياً “ألا يتكرر ما حصل في العديسة و تبقى التفجيرات بعيدة من الفوالق الزلزالية كي لا تحصل ضغوط على الفوالق تؤدي إلى زلازل وهزات”.

أميمة شمس الدين – الوكالة الوطنية