أكّد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن “نحن كفريق سياسي سنحضر جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين المقبل إن شاء الله، لأّننا نؤمن أنّ تسيير أمور الدولة والمرافق العامة التي تًعنى بالمباشر بحياة الناس بكل تفرعاتها واجب وطني أساسي لا يمكن التخلي عنه. وبعيداً عن كل التفسيرات الدستورية وغير الدستورية التي من شأنها ربما عرقلة الأمور، فالتأويلات لا تنفع الوطن، نحن نحتاج إلى العمل وإلى تضافر كل الجهود للتسهيل والوحدة، لا للتعقيد والعرقلة والتنافر”.
وأضاف: “نحن ماضون في تنفيذ ما وضعناه من خطط واستراتيجيات لوزارة الزراعة، ولن يوقفنا أي معرقل أو معطل، وسنحاسب أي مرتكب، لأن اللعب بالأمن الغذائي هو خيانة وطنية بامتياز”.
جاء ذلك خلال رعايته افتتاح “يوم المونة” في باحة قلعة بعلبك الأثرية، في حضور المدير العام للوزارة المهندس لويس لحود، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس مصلحة الزراعة في بعلبك الهرمل الدكتور محمود عبدالله، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق شحادة، رئيس اتحاد بلديات شرقي بعلبك المهندس علي شكر، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، المدير الإقليمي للدفاع المدني بلال رعد، مدير مديرية مؤسسة جهاد البناء الإنمائية في البقاع المهندس خالد ياغي، رؤساء تعاونيات زراعية، وفاعليات اقتصادية وسياسية وأمنية واجتماعية.
وقال: ” للوطن الذي يشبهنا حد الإنصهار، للوطن الذي نحمله صلاة وممارسة في الوطنية الشفافة، للوطن الذي يتنفس حب بعلبك شهقات حرمان مستمر، من بعلبك وقلعتها العصية على هستيريا التاريخ ونسيان الجغرافيا، من بعلبك اهراءات روما وقمح الوطن الوطني الخالص ومصنع رجاله، في يوم المونة اللبناني أرحب بكم في رحاب القلعة التي تجمعنا في سبيل العمل المشترك التعاوني كقطاعات حيوية وفق منطق الشراكة بين كافه القطاعات، خصوصا العام منها والخاص”.
ورأى أنّ “يوم المونة الذي ينطلق اليوم من بعلبك، ليكون في الأيام القادمة في المناطق اللبنانية، إنما هو رسالة للداخل والخارج، وللتأكيد على إمكانياتنا كعمل تعاوني، في المشاركة في نهضة اقتصادية منطلقاتها زراعية وصناعية واقتصادية”.
واعتبر أنّ “مركزية التعاونيات في القطاع الزراعي أساسية، ونريدها فاعلة أكثر لتكون الضابط للعلاقة بين المزارعين والمستهلك اللبناني، ونريد أيضاً انتاجاً لبنانياً ينافس في الأسواق الخارجية”.
وأردف: “شاهدت اليوم هذه التعاونيات المشاركة التي هي من رحم الحرمان، تعمل لوحدها دون مساعدة من أحد، وهي إما ثمرة عمل تعاوني على صعيد القرية، او على صعيد عائلة متكاتفة متضامنة. طبعا هذا العمل التعاوني جيد، ولكنه بالتأكيد غير كاف لتطوير العمل الزراعي، لذلك نحن ندعو من بعلبك وقلعتها الأحزاب والقوى الوطنية والمجتمع المدني والتعاونيات والنقابات والمنظمات الدولية، وكل من يعتقد أنّه يمكن أن يقدم قيمة مضافة للقطاع الزراعي إلى أن يكون في موقع الشراكة مع وزارة الزراعة”.
وقال: “بعض المنظمات الدولية غير متعاونة، تريد لنا أن نكون على هامش الهامش، وهذا غير مسموح لا ببعلبك ولا في حبيل ولا في أي منطقة لبنانية، نحن أصحاب هذه الأرض، وإننا نحتاج إلى المساعدة بلا شك، ولكن يجب أن تكون هذه المساعدة وفق منطق الشفافية وضمن استراتيجية وزارة الزراعة، لرفع الحرمان عن بعلبك الهرمل وعكار وعن كل لبنان الذي بات يعاني كله من الحرمان”.
وأعلن انطلاقة يوم المونة من بعلبك، وقال: “سيكون لدينا محطة في كل منطقة من لبنان، وتحديداً في القلاع، لأنّنا نحتاج إلى أن نربط الحاضر بالماضي، لأنّ تاريخنا مشرف جداً، وهذه القلعة كم اتمنى أن تكون مقصداً للزوار، وأن يقام فيها معرض دائم زراعي وغير زراعي، بالتعاون مع وزارة الثقافة وبلدية بعلبك والمجتمع المدني، وأنا بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن وزير الثقافة الذي أشكره من صميم القلب لأنّه فتح أبواب القلعة للعمل التعاوني وللمزارعين، أؤكد لكم أنّه سيكون متعاوناً، لا بل مقداماً في هذا الإطار”.
وختم الحاج حسن: “من هذه المدينة التي احتضنتنا، والتي خرجت الأبطال والشجعان والمقاومين والشهداء على امتداد مساحة هذا الوطن، نطلب من كل المرجعيات الروحية والدينية والسياسية العمل لرفع الحرمان الثقافي والاجتماعي والانمائي عن بعلبك الهرمل”.
اترك ردك