منظّرون و”متفلسفون” يملأون مواقع التواصل الإجتماعي بحجة الـ Life Coaching في لبنان والعالم.. الثقة بالشخص باتت مرتبطة بعدد المتابعين!


جاء في موقع MTV:
في ليلة وضحاها، يتحوّل مئات الأشخاص في لبنان إلى Life coaches. يُدرّبون ويُنظّرون ويُسابقون لإعطاء النصائح ودروس عن الحياة. وباتت هذه ظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، وتحوّلت إلى “شغلة وعملة” العاطل عن العمل.
ما يحصل أمرٌ غير طبيعي ولكنّه ليس محصوراً بلبنان فقط إنّما هو مشكلة عالميّة، فما هي الطريقة لكي يصبح الشخص مدرّباً ويحقّ له العمل؟ وما الحلّ لما يحصل؟ 

تؤكّد الـexecutive emotional intelligence coach نادين زينون أنّ “هناك دورات متعلّقة بالـlife coaching على الشخص أن يخضع لها. ومن أجل ضمان المستوى، يجب أن تكون معترفة بها عالميًّا. فالأخلاقيّات مهمّة جدًّا في هذه المهنة والمسؤولية كبيرة لأنّه في نهاية الأمر، الموضوع يتعلّق بحياة أشخاص وتجاربهم”.  
وتقول زينون لموقع mtv: “الحصول على شهادة غير كافٍ فالخبرة ضروريّة جدًّا. وفي البداية يحتاج كلّ متدرّب الى أن يكون لديه مشرف يحضر معه الجلسات للتأكّد من أنّه يُطبق ويعمل بشكل صحيح ولمساعدته على تحسين أدائه كمدرّب. أمّا ما يحصل اليوم فهو أنّ أي شخص مرّ بظروف معيّنة ربّما وتخطاها يُطلق على نفسه لقب Life coach ويبدأ بالعمل مع أشخاص، وهذه مشكلة حقيقيّة وخطرة”.  
خطرُ ما يحصل حقيقي، إذ لا يمكن لأيّ كان أن ينظّر في مواضيع شخصيّة ولها علاقة بحياة أشخاص ومشاكلهم. هُنا تلفت زينون إلى أنّه “كي توضع قواعد لهذا العلم والمهنة خُلقت الـICF (International Coaching Federation)”، مضيفة: “الـICF وضعت معايير معيّنة كي تتمكن من ضبط المنتسبين إليها كما أنّها وضعت أخلاقيات للمهنة كي يتمكّن أي شخص من ملاحقة المدرّب قضائيًّا في حال الإساءة أو في حال استغلّ عمله. إلا أنّ المشكلة تبقى في أنّه لا يمكن ملاحقة الأشخاص غير المنتسبين إليها”، وهؤلاء كثر في لبنان.

ورغم أنّه باتت هناك نقابة للمدرّبين والمستشارين في لبنان، وهناك مخطّط للعمل على معالجة هذا الأمر، إلا أنّه سيحتاج لبعض الوقت كي تصبح النقابة فعّالة. و”من خلال النقابة يُمكن ضبط هذا الأمر نوعاً ما، ولكن إلى حينها ما نحاول فعله هو توعية الأشخاص على ضرورة التأكّد من وجود الشهادات اللازمة قبل البدء بالجلسات والسؤال عمّا إذا كان الـ”كوتش” منتسباً إلى الـICF ولديه أوراق اعتماد. كما الاستفسار عن الخبرة وسنوات العمل”، وفق زينون. 
وفي ما يخصّ الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لمنظّرين و”متفلسفين”، تنصح الأخيرة بأن “تشكّكوا في كلّ ما ترونه وفي الأشخاص الذين يسمّون أنفسهم Life Coaches وألا تُصدّقوا قبل التأكّد من الشهادات والخبرات”، قائلة: “مش إذا عندو كتير followers يعني ما يفعله صحيح ويمكننا الوثوق به، فبعض الأشخاص شاطرين بالـmarketing وعندن كتير followers بس يمكن ما عندن المستوى المطلوب”.   
وأخيراً إلى هؤلاء: الحياة مدرسة لا نتخرّج منها، فكيف تُصبحون Life Coaches بين ليلةٍ وضحاها؟