دولة الزهر والمفاجآت: حين يخسر الوطن كل جولاته

كتب عدنان بيضون: 

المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان طوماس برّاك دبلوماسي يتقن التهديد  بالكلام الناعم  ويحرص على إبعاد أي سوء للفهم حول نتائج مباحثاته في بيروت مع ” الترويكا الرئاسية”. إنهم( اللبنانيون) يلعبون الزهر وأنا ألعب الشطرنج، قال برّاك في وصف ما جرى في بيروت خلال تلقيه ورقة الرد اللبناني على المقترح الأميركي لتسليم سلاح حزب الله. مؤدى كلام الرجل الفخور برئيسه دونالد ترامب وتوصيفه ب ” فاقد الصبر” هو أن اللبنانيين يراهنون على ضربة ” دوشاش” تنقذهم من ” بيت الياك” الذي يلوح أمامهم ويهدد بخسارتهم للعبة  أمام من يلعب الشطرنج  الذي  لا يعتمد على الحظ ولا يراهن عليه ، بل يدرس كل خطوة بحذر وتأنٍّ.   

وبما أن الشيء بالشيء يُذكر،  فإن برّاك الذي يحمل الجنسية اللبنانية هو وأولاده وأخوه بتوقيع من الرئيس الأسبق ميشال سليمان    لم يخشَ على نفسه من مساءلة القضاء اللبناني  حول تصريحاته العلنية عن ” صدق النوايا الإسرائيلية” و” حب الدولة العبرية للسلام مع كل جيرانها ” ..هذا الكلام الذي لو قاله مواطن لبناني ” عادي” لجرى استدعاؤه وسوق التهم له بالتواصل مع العدو..  كلام سوريالي؟ نعم ، لكن أين  الواقعية في كل ما يجري في وطن الأرز؟ أليست السوريالية  في السياسة والاقتصاد والأمن هي ما يتحكم بلبنان  رغم كل كوارثه ، المنقضي منها ، والقادم ، لا قدّر الله إذا ظلت لعبة الزهر تستهوي حكامه  ويراهنون على حظوظهم  التي لم تكن موفقة في كل محطات أزماتهم المتناسلة.


Exit mobile version