طبيعية، مزاجية ومثابِرة… هكذا تصف النجمة السعودية أسيل عمران نفسها، هي التي تُعتبر مثال المرأة العربية الطموح والمستقلة. عرفت أسيل كيف تحافظ على نجاحها على مرّ السنين، وتطوّر نفسها، وتثبت جرأتها ولكن ليس لدرجة لفت الانتباه أو الاستفزاز. أسيل عمران في حوار من القلب خلال جلسة تصوير خاصة بالتعاون مع علامة Marli New York، تشاركنا فيه بعض التفاصيل المرتبطة بحياتها الخاصة والفنية والاجتماعية، وتبدي رأيها في ما حققته المرأة السعودية لغاية اليوم.
تصوير: Amer Mohamad – Shoot by Amer
فيديو: Mark Issa
شعر ومكياج: Michel Kiwarkis @mmgartists
منسقة الأزياء: Sarah Keyrouz
الموقع: Light House Studio
– أنتِ نجمة غلاف «لها» هذا الشهر، وجلسة التصوير تمت بالتعاون مع مجوهرات Marli New York. ما الذي تعنيه لكِ هذه التجربة؟
هذه التجربة تعني لي الكثير، لأنني لستُ من الأشخاص الذين يتصدّرون كثيراً أغلفة المجلات، بل أختار بتأنٍّ المجلة التي أرغب في الظهور على غلافها، وأنا مسرورة جداً لكوني نجمة غلاف «لها» بالتعاون مع Marli New York، إحدى علامات المجوهرات المفضلة لديّ.
– أخبرينا أكثر عن أجواء جلسة التصوير.
جلسة التصوير كانت ممتعة جداً وتشبهني إلى حد بعيد، لأنني أحبّ اعتماد الملابس الكاجوال مثل الجينز والـ«تي شيرت»، وبعد فترة ارتداء فستان مبهر يناسب السجادة الحمراء. وجلسة التصوير التي عُقدت بالتعاون مع مجوهرات «مارلي» كانت ممتعة، لأنها أتاحت لي تجربة «ستايلات» مختلفة، مع ألوان متعددة، فاستطعت الظهور بأكثر من شخصية لكلٍ منها طابع مختلف.
– ما هي قطعتك المفضّلة من مجموعة Marli New York اليوم؟
يصعُب عليّ اختيار قطعة مجوهرات واحدة من هذه المجموعة، لأنني أُغرمت فعلاً بكل واحدة ارتديتها منها. فعند رؤية قطعة المجوهرات عن كثب والإمساك بها بين يديك، تشعرين حقاً كم هي جميلة ورائعة وفخمة، وتقدّرين روعة ألوان الماس والحجارة الكريمة وقصّاتها. لكن إذا تعيّن عليّ اختيار قطعة واحدة لأتزيّن بها على الدوام فأختار كل قطعة مشتملة على Blue Sea Stone، لأن هذا الحجر جميل جداً ويمتاز بلونه الرائع.
– كنتِ سفيرة إقليمية لعدد كبير من الماركات الفاخرة في عالمَيّ الجمال والموضة. ماذا أضافت إليكِ هذه التجربة؟
لم أتوقّع قط أن تغيّرني تجربتي كسفيرة لعدد من الماركات العالمية. فقد بدأت أغار على نفسي، وأطوّر أدائي وثقافتي وأتعلّم المزيد من الأمور. أحب دائماً أن أرتقي بنفسي إلى الأفضل لكي أستطيع التحدّث بكل ثقة في أي مجال أينما تواجدت. وعندما تختارك الماركات العالمية سفيرةً لها، فهذه من دون شك مسؤولية كبيرة، لأن تلك الماركات تنظر إليكِ بمستوى معين، وعليكِ بالتالي أن تكوني بهذا المستوى، لا بل أفضل. ولذلك أحرص دائماً على أن أتعلّم وأطوّر نفسي. وأجمل جزء في العمل مع الماركات العالمية هو السفر المستمرّ والتعرف إلى أشخاص جدد من جنسيات مختلفة. أشعر أن هذه الأمور تجعل الإنسان أكثر انفتاحاً وتقبّلاً للاختلاف، ويتعلّم من تجارب أشخاص آخرين يحتلون مناصب مرموقة.
– ما هي القيم التي تتشاركينها مع العلامات التي تعملين معها؟
هناك الكثير من القيم التي أتشاركها مع العلامات التي أتعاون معها، ولا سيما دعم المرأة وتطويرها. فأنا دائماً أهتم بتمكين المرأة في كل المجالات، وواثقة من أننا سنصل إلى الهدف المنشود، لا سيما عندما نتّحد وندعم بعضنا البعض ولا نترك مجالاً للغيرة بيننا.
– بعد كل هذه السنوات من العمل والمثابرة، ما الذي تغيّر في أسيل عمران؟
لا شك في أن أموراً كثيرة تغيّرت على مرّ السنين. أنا أتغيّر وأتطوّر كل أسبوع، فما بالكِ بالتغيّرات التي تواكب السنين، والتي أستطيع اختصارها في جملة. كنت متمسكة بعدد من الأفكار والقناعات التي ظننتها صحيحة، لكنها تغيّرت مع الوقت والتجارب في الحياة. وأفرح كثيراً لمجرد الإدراك بأنني تغيّرت. فهذا دليل على تأثّري وتطوّري، وأنا من الأشخاص الذين يحبّون الجلوس مع أنفسهم وتنمية أفكارهم. لا أعاني عقدة التمسّك.
– أيّهما تفضّل أسيل عمران أكثر، التمثيل أم الغناء؟
صعبٌ أن تطلبي من شخص يعشق الفن، المفاضلة بين التمثيل والغناء. أنا شخصياً أحب الاثنين معاً، ولذلك أعشق المسرح لأنه يتيح لي التمثيل والغناء في الوقت نفسه. أتمنى دائماً أن أحظى بمشاريع تتيح لي الدمج بين الغناء والتمثيل، لكن للأمانة أشعر أحياناً أنني أميل الى التمثيل أكثر.
– ما هو روتينك اليومي؟
روتيني أبسط ما في الحياة إذا لم أكن منهمكة في العمل. فالروتين يختفي عند حصول ضغط في جدول العمل، بسبب كثرة السفر وقلّة النوم والاضطراب في كل جدولي اليومي. لكن إذا لم أكن مرتبطة بعمل، أحبّ البقاء في البيت والذهاب الى النادي الرياضي وممارسة التمارين الصباحية. كما أحب لقاء الأصدقاء والأصحاب، الذين يأتون غالباً لزيارتي في المنزل. لا أحب المناسبات الكبيرة والاختلاط، وأميل أكثر إلى الهدوء.
– صِفي لي شخصيتك بثلاث كلمات؟
دائماً أتوقف عند مثل هذا السؤال. وبما أنني أعرف نفسي جيداً، أستطيع القول إنني طبيعية، مزاجية ومثابِرة.
– مَن هي الشخصية التي تشكّل مصدر إلهام لأسيل عمران؟
ما من شخص واحد يُلهمني. فأنا بطبيعة عملي ألتقي بالكثير من الأشخاص وأسافر وأستمع إلى العديد من القصص. هناك أشخاص قابلتهم مرة واحدة في حياتي، وسمعت منهم قصة أو تجربة عاشوها فتركوا أثراً كبيراً في نفسي وألهموني. وثمة فيديوهات نراها اليوم على «إنستغرام» تُلهمنا. لكن في حياتي اليومية، أستمدّ الإلهام من أمي وأبي وأختي لجين وكل شخص يمكن أن يؤثّر فيّ.
– هل ترين نفسك جريئة في مجالك؟
أنا جريئة، ولكن عقلانية. لستُ جريئة لدرجة لفت الانتباه أو الاستفزاز، بل بالحق. فعندما دخلت مجال الفن عام 2005، كان هناك رفض كبير لوجود أية فتاة في هذا المجال، ولذلك أرى أن استمراري في مشوار الفن بمثابة جرأة مني، وإنما طبعاً بفضل الدعم الذي تلقيته وتوفيق رَبّ العالمين. أنا مع الجرأة التي يحكمها المنطق، وأحبّذ هذا النوع من الجرأة لأنه دليل على الإصرار والعزيمة والوثوق في الشيء الذي أحبّه. أما الجرأة التي تسود حالياً فلا أحب الدخول في تفاصيلها أو التطرّق إليها.
– ما هو الدور الذي يمكن أن ترفضه أسيل عمران؟
هناك الكثير من الأدوار التي أرفضها، والتي لم أكن أعلم أنني سأرفضها إلى أن جاءتني. فكل إنسان في الحياة يرسم لنفسه حدوداً بالطريقة التي تناسبه وتتماشى مع مبادئه وأسلوب تفكيره. من الطبيعي أنّ هناك بعض الأدوار والتجاوزات التي لا أحبّها. كما أركّز كثيراً على طريقة الطرح. فقد أؤدي دوراً لشخصية جريئة، لكن طريقة الطرح تكون مقبولة للمُشاهد. ففي بعض الأحيان، تتم كتابة الدور والشخصية بطريقة مستفزّة، ولذلك أشدّد على طريقة الكتابة والطرح أكثر من التركيز على ما إذا كان الدور جريئاً أم لا. وهناك طبعاً الكثير من الأدوار التي تتخطّى الخطوط الحُمر بالنسبة إليّ، ولذلك أرفضها.
– هل من شخصية عربية تحبّين الوقوف أمامها في مجال التمثيل؟
هناك العديد من الشخصيات العربية التي أتمنى مشاركتها التمثيل. والفيلم الأخير الذي صوّرته (والذي لا أستطيع الكشف عن تفاصيله الآن)، أتاح لي الوقوف أمام ممثلَين عملاقين كنت أحلم بالعمل معهما، وقد تحقّق حلمي والحمد لله. أما الفنانة التي أتمنّى مشاركتها في عمل فني يوماً ما فهي الفنانة منى زكي التي أحبّها ويعجبني تمثيلها.
– ما رأيك في وضع المرأة السعودية اليوم والتطوّر الذي وصلت إليه؟
المرأة السعودية مثل الحلم الذي كان طيفاً وأصبح اليوم حقيقة. والجميل أن الحلم تحقق بسرعة وخلال فترة وجيزة. أنا فخورة جداً لأنه لم يعُد هناك أي مجال مستحيل على المرأة، ويتم تسليط الضوء عليها أكثر، ويُتاح لها المزيد من الفرص بفضل إيمان الدولة بقدراتها وإمكاناتها. وهذا من دون شك يحمّل المرأة المزيد من المسؤولية، لكنه في الوقت نفسه يمنحها متعة كبيرة ويسمح لها بالمُضي في أحلامها اللامحدودة. فلا سقف لطموح المرأة السعودية بعد اليوم، لأنها تستطيع أن تحلم وتصل إلى ما تريده في كل المجالات. وهذا ليس مجرد كلام أو حبر على ورق، بل حقيقة ملموسة.
– هل تعرّضتِ يوماً لموقف محرج؟ وما هو؟
ثمة مواقف محرجة كثيرة أمرّ فيها كل يوم تقريباً، وأحد هذه المواقف كان خلال تصوير فيلم لي في مصر، حيث كنت السعودية الوحيدة في فريق العمل وكان معنا أيضاً ممثلة سودانية. والواقع أن اختلاف اللهجات وضعني في موقف محرج جداً، لأن بعض الكلمات التي تُلفظ باللهجة المصرية لها معنى مختلف تماماً عنه في اللغة السعودية أو حتى السودانية، فكنّا نتعرّض للكثير من المواقف المحرجة وإنما المضحكة في الوقت نفسه.
– أين ترين نفسك أكثر، في مجال الموضة أم الجمال؟
يلتقي الجمال مع الموضة في الكثير من الأحيان، وأنا شخصياً مهووسة بالجمال والبشرة والعناية بها، وجميع المقرّبين مني يدركون ذلك. لكنني لا أنكر أيضاً أن الموضة تُبرز الجمال وهي عنصر أساسي في تعزيز إطلالة المرأة وزيادة ثقتها في نفسها. فأي قطعة تتزيّن بها المرأة، حتى وإن كانت بسيطة، يمكن أن تُحدث فارقاً كبيراً في الإطلالة. ولذلك أؤكد مجدداً أن الجمال والموضة على ارتباط وثيق ببعضهما البعض.
– هل تخبّئ لنا أسيل تعاونات جديدة في عالم الموضة والجمال؟
هناك دائماً الكثير من التعاونات الجديدة، لكنني لا أحب التحدّث عنها. في بداية مسيرتي، كنت مدفوعة بالحماسة وأتكلم كثيراً عن مشاريعي، أما اليوم فأفضّل إبقاء مشاريعي طيّ الكتمان وعدم الكشف عنها إلاّ بعد أن تتحقق. وفي الوقت الحاضر، أتعاون مع اسمين بارزين في عالمَي الموضة والجمال، وأنا فخورة جداً بذلك.
– أين الحب في حياة أسيل؟
الحب موجود كل يوم في حياتي، وتحديداً في الناس الذين لا أعرفهم ويتركون لي تعليقات جميلة على «إنستغرام»، وكذلك في الناس الذين أعرفهم وألتقي بهم بين الحين والآخر ونعبّر عن محبّتنا لبعضنا البعض. أنا من الأشخاص الذين يرغبون بالتعبير عن محبّتهم للآخرين، وفي المقابل سماع كلمات الحُبّ من الآخرين. الحب إذاً دائماً موجود في أهلي وإخوتي. لكن إذا كنتِ تقصدين بسؤالك الحب الرومانسي بين رجل وامرأة، فلن أقول لأحد عندما أجد هذا الحب!! (تضحك) وسيكون الأمر شخصياً جداً وسأفرح به حتماً. لكن في الوقت الحاضر، أستمدّ الحب من كل ما هو حولي. لا أعاني نقصاً في الحب، ولذلك لا أبحث عنه في شخص معين. إذا صادف وأتى فسأكون سعيدة، وإذا لم يأتِ فأنا مسرورة بالحب الذي يحيطني من كل حدب وصوب.
– هل تخافين من العمر؟
ما من شخص لا يخاف من العمر، ولكن تختلف أسباب هذا الخوف من شخص لآخر. أنا شخصياً أخاف من العمر لأنه يمكن أن يسرق منّي صحّتي وكذلك الأشخاص الذين أحبّهم، والذين كنت أعتقد أنهم سيبقون معي دائماً. أخاف من العمر لأنه يترافق أحياناً مع التعب والمرض وفقدان الأحبّة. لكنني لا أخاف من العمر من الناحية الجمالية، أي الآثار التي قد تتركها السنون على ملامحي من تجاعيد وشعر أبيض…
– كيف هي علاقتك مع وسائل التواصل الاجتماعي؟
علاقة جيدة وصحيّة تربطني بوسائل التواصل الاجتماعي، ولكنني أبتعد عنها في بعض الأحيان بحكم انشغالي بالتصوير ولظروف حياتي الخاصة. أحب هذه العلاقة لأنها لا تقيّدني على مدار الساعة، ولستُ مدمنة على السوشيال ميديا أو مهووسة بها. أحب رسم الحدود في كل علاقاتي، ومن ضمنها علاقتي بمواقع التواصل بحيث نقترب أحياناً من بعضنا ونبتعد في أحيان أخرى.
– ما هي مشاريعك المستقبلية؟
هناك الكثير من المشاريع التي أحضّر لها. فأنا لم أهدأ منذ بداية السنة، وباشرت في تصوير فيلم في مصر وسننتهي قريباً من تصويره. من بعدها، سأنطلق إلى أسفار عدة مع «ديور»، و«مهرجان كان السينمائي» مع «لوريال»، والكثير من المشاريع الأخرى. لكن الأهم بالنسبة إليّ في الوقت الحاضر هو الانتهاء من تصوير الفيلم لأنتقل بعدها الى المشاريع الأخرى. كما أنني حالياً في طور قراءة العديد من نصوص الأفلام والمسلسلات، لكنني لم أحسم قراري بشأن أي منها.
اترك ردك