تتنقّل المصمّمة عبير العتيبي بين الهندسة وتصميم الأزياء، متسلّحةً بإبداعها وشغفها وخيالها الواسع، مؤكّدةً أن الإبداع يتجاوز إطار الدراسة. وهي تحاكي المرأة العصريّة القويّة بقصّات هندسيّة أنثويّة وتصاميم مستوحاة من الحضارتين الإماراتية والمصريّة. وقد لبست من تصاميمها شهيرات كثيرات نذكر منهنّ: جاين فوندا وإيميلي بلانت وكايتي بيري وجيجي حديد وكورتني كارداشيان وأوليفيا باليرمو وتايلور سويفت وغيرهنّ. حوار يكشف جوانب شخصيّة لمصمّمة استثنائيّة.
– كيف تصفين شخصية عبير العتيبة الإنسانة والمصمّمة وعاشقة الأزياء؟
أرى في نفسي الشابة التي تمتلك شغفاً كبيراً بالأزياء والفن وتستوحي تصاميمها من الأجواء الحيوية لمدينة الإسكندرية في مصر. أُقيم حالياً في واشنطن، ويتركز اهتمامي في تربية طفلَيّ الرائعين والاعتناء بهما، ويعيش معنا أربعة كلاب وقطّتان، وسط أجواءٍ مميزة تملأها مشاعر الحب والبهجة والسعادة.
بدأ شغفي بعالم الأزياء عندما اكتشفتُ عشقي للأعمال الإبداعية التي تعكس الشخصية الفريدة، مما دفعني لاستكشاف الوجهات التي تتيح لي تنمية مواهبي الفنية. وحرصتُ على استثمار العديد من الأساليب الفنية كوسيلة لإطلاق العنان لخيالي وتنفيذ أفكاري، ومنحتني هذه الإنجازات شعوراً غامراً بالرضا والسعادة، مما ساهم في تعزيز مشاعر الارتباط بيني وبين ذاتي الحقيقية، وجعلني أنسى الوقت وأتخطّى القيود وأستمتع بلحظات العمل والابتكار. ويزداد باستمرار عشقي للتفاصيل الإبداعية لأنها تغذّي فضولي وتلهمني لاستكشاف أنواع فنية جديدة وتشجّعني على مشاركة إبداعاتي مع العالم بأسره.
– كيف نجحتِ بتنمية موهبتكِ في تصميم الأزياء، علماً أنكِ درست الهندسة وعملتِ في مجال الأزياء؟
نجح عددٌ من الفنانين البارزين في قطاع الأزياء مثل Tom Ford وVirgil Abloh بتجسيد الإمكانيات المذهلة للعقل المبدع، واستطاعوا إثبات قدرتهم على تنفيذ رؤيتهم الإبداعية من دون الحصول على تعليم رسمي في مجال الأزياء، ليؤكدوا أن الابتكار يتجاوز مجال دراسة معيّن. ويكمن جوهر الإبداع في القدرة على تحويل الفكرة المرسومة إلى واقعٍ ملموس، سواء كانت الفكرة عبارة عن جسر أو بناء أو فستان. وتمكّن المصمّمون المبدعون من توظيف مواهبهم الإبداعية وتوجيهها في مجالات مختلفة، مما أحدث آثاراً إيجابية كبيرة في عالم التصميم والابتكار. وتشهد إنجازاتهم على إمكانياتهم الكبيرة التي تتطلب مزيجاً من الشغف والخيال والحِرفية العالية.
– مَن قدّم لكِ الدعم والتشجيع للاستمرار في العمل؟
لطالما كان أبي مصدرَ تشجيعٍ دائماً لي، إذ شكّل دعمه المستمر وثقته الكبيرة عاملاً أساسياً في نجاحي. ولحُسن الحظ، لم أواجه إلاّ بعض العوائق الصغيرة التي زادت من إصراري وشجّعتني على الاستمرار في رحلة تحقيق أحلامي المليئة بالتحديات.
– من واقع خبرتك الشخصيّة، هل تعتقدين أن المصمّمات يبرعن في تصميم الأزياء النسائية أكثر من المصمّمين الرجال؟
أعتقد أن الإبداع في مجال الأزياء ليس حكراً على السيدات فحسب، إذ إن القدرة على الإبداع والتعبير عن الأفكار المبتكرة هي صفة إنسانية عالمية عامة تتخطّى كل الحدود، وتبرز هذه الميزة في أعمال عشّاق الشغف والخيال من خلال قدرتهم على استكشاف الأفكار الجديدة وإبداع الأعمال الفنية بتصاميم مبتكرة تتجاوز المألوف.
– كيف تستمدّين الإلهام من الثقافة الفنية المتطورة لدولة الإمارات التي هي عاصمة الموضة في منطقة الخليج العربي؟
توفر الإمارات العربية المتحدة بيئة حاضنة حيوية تناسب مختلف الثقافات، حيث يعيش الأفراد بتناغمٍ وسلامٍ رغم تعدّد جنسياتهم وخلفياتهم الثقافية. كما تتيح فرصة مميزة للتعرّف على آخر صيحات الأزياء، لاحتضانها شخصيات بارزة ممن يقدّمون أعمالاً مهمة تُغني ثقافتها المتنوعة. وتشكّل دولة الإمارات مركزاً فريداً يجمع بين مختلف الثقافات ويقدّم منصة مثالية لاستكشاف مصادر الجمال والاستلهام من مختلف التقاليد والأعراف والمفاهيم.
– مَن هو المصمّم العربي الذي يشغل القسم الأكبر من اهتمامك؟
أعشق أعمال المصمّم الشهير Elie Saab، الذي حظيتُ بفرصة التألّق بفستان من تصميمه في يوم زفافي.
– مَن هي السيدة العربية التي ترغبين أن ترتدي من تصاميمك؟
أفتخرُ بأن تختار تصاميمي أي سيدة عربية مستقلّة وقوية.
– هل تتعاونين مع مشاهير ونجوم وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي للوصول إلى جمهور واسع من الشخصيات البارزة؟
أتعاونُ مع عدد من مشاهير ونجوم وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي لاستعراض تصاميمي أمام مجموعة كبيرة من الشخصيات البارزة، وأسعى لتوسيع نطاق حضور العلامة من خلال إتاحة تشكيلاتي الجميلة والمبتكرة للجميع. وأساهم من خلال علاقات التعاون في توفير أزياء أنيقة وعصرية مميزة تتناغم مع ثقافة الوطن العربي. كما أحرص على الاحتفاء بقوة وتميّز النساء العربيات، وأهدف إلى إلهام وتمكين جميع السيدات لإبراز شخصياتهن الفريدة واختيار إطلالاتهن الخاصة التي تمنحهن المزيد من القوة والثقة.
– أخبرينا المزيد عن أسلوب التصميم الأنيق والبسيط الخاص بكِ.
أفضّل التصاميم التي تجمع بين الراحة والأنوثة والأناقة بما يتناغم مع ثقافة المنطقة العربية. وتحرص علامتنا على توظيف أحدث التقنيات لتزيين القطع بالثنيات والألوان الحيوية من دون الحاجة إلى الكثير من التفاصيل المعقّدة. كما نهدف إلى تصميم أزياء أنيقة تمنح أعلى درجات الراحة، إذ أدركُ جيداً حجم خيبة الأمل التي يسبّبها ارتداء ملابس جميلة لكن غير مريحة. لذا، أحرص على اختيار الأقمشة والتصاميم التي تمنح راحة مثالية وحرية كاملة في الحركة.
– ماذا عن أحلامك الشخصية والمهنية؟
تتمثل طموحاتي المهنية في الارتقاء بمكانة دار SemSem وتوسيع حضورها عالمياً. أما على الصعيد الشخصي فأحلم بالعيش بالقرب من شاطئ البحر.
اترك ردك