في هذه الحملة، تم تصوير أعضاء عائلة فيراغامو الجدد على هيئة شخصيات رئيسية في لوحات شهيرة من عصر النهضة الإيطالية. بينما تقدم سلسلة مرافقة من الصور نظرة ثاقبة على عملية الإبداع الفني. حيث تعدّ النهضة رمز للبدايات الجديدة، وتظهر في هذه الحملة بمثابة جهد مشترك يبرز العملية التي تكمن وراء الفن الراقي.
قصة فيراغامو ليست مجرد قصة صبي أصبح صانع أحذية مشهور، كما قال المؤسس عن نفسه: “قصة الصبي الصغير حافي القدمين وغير المتعلم الذي أصبح صانع أحذية النجوم”. إنها أيضًا قصة تألق دائم ونمو مستمر. وُلد سالفاتوريه فيراغامو، في قرية “بونيتو” الصغيرة الابن الـ 11 من 14 طفلًا، بدأ بصناعة أحذية رائعة عندما كان عمره 12 عامًا. عندما انتقل إلى الولايات المتحدة، وُلد من جديد فأصبح فنانًا إيطاليًا شابًا يدرك ويعرف بدقة ما يريده نجوم هوليوود. وكانت تلك بمثابة النهضة الأولى التي شهدها في حياته.
حدث هذا التحول في حياته بفضل تبنيه الإرث الإيطالي بموهبة جريئة. كان كل شيء داخل متجره في بولفار هوليوود، يبدو وكأنه من عصر النهضة الإيطالي: الجدران كانت تحمل لوحات تشبه السجّاد القديم، وكانت الأرائك منحوتة يدويًا، والستائر الفاخرة تتناغم مع الأعمدة الكلاسيكية. على الرغم من أنه ينحدر من منطقة أفيلينو بالقرب من نابولي، إلا أن سالفاتوريه كان مأسورًا بسحر فلورنسا، “جوهرة النهضة”، وتشبّع بروح تلك الفترة والمدينة العريقة. حيث عرف مدى تأثيرها وصداها في عالم الفن. لذا، بعد بضع سنوات، عندما قرر العودة إلى إيطاليا، لم يكن هناك سوى مكان واحد يلائم تطلعاته: ألا وهو فلورنسا، حيث بدأت نهضة فيراغامو الجديدة.
كان عصر النهضة الإيطاليّة زمنًا من الإبداع الواعد والأفكار الجديدة. إذ تعد تلك الفترة بمثابة حقبة احتفال بالابتكار والحرفية، حيث جمعت بين الفنون والتميز الحرفي. وكان ذلك واضحًا في قصر سبيني فيروني، المنزل الذي منحه سالفاتوري لدار فيراغامو في فلورنسا عام 1927. يعود تاريخ القصر إلى القرن الثالث عشر، وهو مقر دار فيراغامو حتى اليوم، ويجسّد جوهر الحرفية الفنية الفلورنسية ويعد مثالًا لاحتضان إبداع الفنانين والحرفيين الماهرين في فلورنسا، حيث ازدهر الحوار وتبادل الأفكار والمعرفة بين الفلاسفة والمفكرين والفنانين وأدى ذلك إلى تطوير الفلسفة المحلية والمهارات وتحولت المدينة إلى ظاهرة عالمية.
أثّر المجتمع الإبداعي على خيال مؤسس الدار وساهم ذلك في انتشار مجموعاته المستوحاة من فلورنسا على نطاق واسع. ولم يشمل ذلك الإلهام فقط زملاء سالفاتوريه الحرفيين، بل استلهم الوحي أيضًا من زبائنه الاستثنائيين مثل أودري هيبورن، وغريتا غاربو، وصوفيا لورين، ولورين باكال، ومارلين مونرو، وإيفا بيرون (وبعد سنوات قليلة، ارتدت مادونا منتجات فيراغامو عندما أدت دور إيفا بيرون في فيلم إيفيتا).
اترك ردك