لقاء مع جنوب فرنسا
في وقت الحصاد، غطى بساط من البتلات متعدّدة الألوان المتمايلة في النسيم الدافئ الأرض، وكانت رائحة الورود جذابةً لا تُقاوم محددةً ودقيقةً. فتراقصت الرياح مع الأزهار، وحملت عطرها الحسي اللذيذ في الهواء، إلى حد التشبّع.
غير أن رائحة أخرى، ناعمةً وقويةً تسللت، فكانت بارزةً غير متوقعة، رائحة متناقضة، مغلّفة ومداعبة، مرّة وطاغية، رائحة يسهُل التعرّف عليها من بين الروائح الأخرى.
عطر Dioriviera، خطوة بخطوة
رغم أن الوحي كان مصدره الحديقة، غير أن باريس شهدت على عمل تركيبة العطر. إذ يبدو أن هذه الرحلة، التي لطالما قام بها Christian Dior ما بين الجنوب المتجدد، ومعقل الإبداع في جادة “مونتان”، تشكل جزءاً من تاريخ هذه الدار. فـChristian Dior الذي عاش قلبه في بروفانس وعقله في باريس، حوّل موطئ القدم هذا الى مادة عمله المستمر، الذي كان مستوحىً، دقيقاً، حالماً وثورياً. لهذا السبب، عاد Francis Kurkdjian بعد فترة وجيزة إلى باريس. فتحوّلت الرغبة التي شعر بها إلى هوس، حاجة ملحّة لتحويل لقاء الروائح هذا إلى عطر جديد. فنشأ ثنائي الزهرة والفاكهة الكامل الذي لا يُنسى تين وورد. ورد وتين…
وتطلّبت العملية محاولات عدة، واتسمت بالكثير من التردّد والشك للوصول إلى نقطة توازن عطر آسر وجذاب. فكان عليه ترويض المواد الخام، تنسيق المكونات، اختيار السمات، وتعديل التأثيرات.
خطوة بخطوة، تمّت صياغة اقتناع بحوار مبهج، حيث تناغمت جوانب عبير الخضار، الزهور والفاكهة مع درجات عطرية دافئة ناعمة.
تنفس وابتكار
بهذه الطريقة، تم ابتكار عطر Dioriviera نتيجة تأثير عطري، من لحظة حسية آسرة. ومن اكتشاف: أن جنوب فرنسا عبارة عن لحظة ساحرة في الزمن، تزيّنها الاحتفالات والصداقات، والنزهات على طول الكورنيش ومشاركة الأفراح.
فأراد Francis Kurkdjian أن يعكس عطره حركة الضوء على الوجوه، الضحك والرقص والشعور الحسي للأجساد الدافئة من أشعة الشمس. ونجح في الواقع بنقل ما سعى إليه Christian Dior في بروفانس، مكانه المفضّل وملجأه المريح.
سعى إلى لحظة استراحة ولمسة منعشة من الهواء العليل، إلى حدائق جميلة وضحكات دافئة، شكّلت جميعها مصادر إلهام، للعودة وتقديم عمل أفضل في باريس.
اترك ردك