شهد عام 2023 ظهور العديد من الاكتشافات الطبية الرائدة والمثيرة للاهتمام، نظراً لتأثيرها في الصحة والطب في المستقبل، ومن أهم هذه الاكتشافات:
– الموافقة على أول علاج جيني:
وبالفعل تمت الموافقة على أول علاج جيني قائم على تقنية “كريسبر” في العالم، من جانب هيئات تنظيم الأدوية في بريطانيا في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، وفي أمريكا في 8 كانون الأول/ديسمبر، وهو يعالج مرض الخلايا المنجلية و”التلاسيميا بيتا”، وهي اضطرابات وراثية تؤثر في خلايا الدم الحمراء.
ويتميز الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء بأنه يحمل الأوكسجين في كل أنحاء الجسم، وتؤدي الأخطاء في جيناته إلى تكوين خلايا دم حمراء هشّة تسبب نقص الأوكسجين في الجسم، وهي حالة تُعرف باسم “فقر الدم”، كما يعاني المرضى المصابون بمرض الخلايا المنجلية من الالتهابات والألم الشديد، عندما تشكل الخلايا المنجلية جلطات وتعيق تدفق الدم، بينما يجب على المرضى المصابين بـ”التلاسيميا بيتا” أن يحصلوا على نقل دم كل 3 إلى 4 أسابيع.
ويعمل العلاج الجيني المعتمد حديثاً، والمسمّى “CASGEVY”، على تصحيح جينات الهيموغلوبين المعيبة في الخلايا الجذعية لنخاع العظم لدى المريض، لكي تتمكن من إنتاج الهيموغلوبين بشكل فعّال، إذ يتم جمع الخلايا الجذعية للمريض من نخاع العظم، وتحريرها في المختبر، ومن ثم غرسها مرة أخرى في المريض. ويمكن علاجاً واحداً أن يعالج بعض المرضى مدى الحياة.
– أول دواء يبطّئ الألزهايمر:
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أول دواء لمرض الألزهايمر، يستهدف أحد الأسباب الكامنة وراء مرض “ليكيمبي”، وفي حين أنه ليس علاجاً أو يحسّن الأعراض في المرحلة المتأخرة من المرض، إلا أنه بعد 18 شهراً من العلاج، قادر على إبطاء تراجع الذاكرة والتفكير بنسبة 30% تقريباً، إذا أُخذ الدواء في المرحلة المبكرة من المرض.
ويستهدف دواء “ليكيمبي” لويحات الأميلويد في الدماغ، والتي تعد سمة مميزة لمرض الألزهايمر، مما يبطئ من تطور المرض.
– أسباب ظهور الشيب والشعر الرمادي:
أظهر العلماء أنه عندما تتعرض الخلايا المنتجة للصباغ للتعثر، والتي تسمى الخلايا الصباغية، وتصبح في حالة غير ناضجة، فإنها تفشل في تطوير لون شعرها الأشقر أو البني أو الأحمر أو الأسود، وتؤدي هذه الحالة إلى ظهور الشعر الأبيض.
ولاحظ العلماء في جامعة نيويورك الأميركية، أن الخلايا الجذعية الصباغية المفردة تهاجر لأعلى ولأسفل بصيلات الشعر الفردية للفئران على مدار عامين، ولدهشتهم، اكتشفوا أن تلك الخلايا يمكنها التحول ذهاباً وإياباً من الخلايا الجذعية الرمادية غير الناضجة إلى الخلايا الملونة الناضجة أثناء انتقالها لأعلى ولأسفل خلال دورة حياة الشعر، لكن مع تقدّم عمر الشعر، تصبح الخلايا الجذعية للخلايا الصباغية بطيئة بعد دورات متعددة، وتصبح محاصرة بالقرب من قاعدة الشعر كخلايا صباغية غير ناضجة، مع عدم قدرتها على إنتاج أي صبغة، ما يجعل الشعر يتحول إلى اللون الرمادي.
– بكتيريا تساعد الخلايا السرطانية على الانتشار بقوة:
وجد علماء أن بعض البكتيريا التي توجد بشكل متكرر في العديد من أورام الجهاز الهضمي، تساعد الخلايا السرطانية بشكل مباشر على تجنّب الاستجابة المناعية للجسم. ولا تتعاون هذه البكتيريا مع الخلايا السرطانية لتعزيز تطور السرطان فحسب، بل تساعدها أيضاً على الانتشار بسرعة أكبر، من طريق تحطيم الأدوية المضادة للسرطان، والتسبب في فشل العلاج.
ويشير هذا البحث إلى أن بعض الأدوية المضادة للسرطان فعالة، لأنها تقتل أيضاً البكتيريا التي تعيش في الورم، ومن الممكن أن يفتح فهم كيفية تأثير البيئة الدقيقة للورم في بقائه وتطوره، أبواباً جديدة لعلاج السرطان.
اترك ردك