بات ينتشر في الفترة الأخيرة مصطلح العبء العاطفي، والذي يُطلق عليه أيضاً اسم “الأمتعة العاطفية” (Emotional Baggage)، وهو يعني المشاكل العاطفية والضغوطات ومشاعر الألم التي تنتاب الأشخاص، ولا تتم معالجتها فتتراكم وتؤثر سلباً في نفسيتهم.
وفي هذا السياق، تقول سابرينا رومانوف، طبيبة نفسانية سريرية وأستاذة في جامعة هارفارد: “يمكن اعتبار العبء العاطفي في الأساس صدمة غير معالجة. فالجميع يمر بتجارب سلبية وأزمات وصدمات، وبالتالي فالمشاعر التي لم تتم معالجتها لن تختفي من تلقاء نفسها، بل سيظل الشخص يحملها في داخله”.
إلى ذلك، يشير موقع “سيكولوجي توداي” إلى أن العبء العاطفي الذي يُعاني منه الكثيرون يمكن أن يتضمن المشاكل العاطفية التي لم يتم حلّها منذ مرحلة الطفولة، بما في ذلك الصدمات الحادّة، والإيذاء الجسدي والنفسي والجنسي، والضغوطات المستمرة، والمشاكل الأسرية، وغيرها من التجارب السلبية التي تشكّل مواقفنا وعواطفنا وسلوكنا وتؤثر سلباً في حياتنا.
ومن الأعراض التي تشير إلى إصابتكَ بالعبء العاطفي:
-انعدام الثقة: قد تستخدم تجارب الماضي المؤذية كقالب أو دليل لما يمكن توقعه في علاقاتك الحالية.
-الغضب: مشاعر الغضب الناتجة من التعرض لصدمة ما ولم يتم حلّها أو علاجها، يمكن أن تؤثر في قدرتك على التعامل مع مشاكل الحياة اللاحقة بطريقة صحية.
-الخوف: إن الخوف من خوض التجارب المؤلمة مرة أخرى يثير الرغبة في العزلة والانغلاق العاطفي.
-الشعور بالذنب والندم: قد يولّد العبء العاطفي شعوراً دائماً بالذنب أو الندم، مما قد يؤثر في الصحة العقلية ويؤدي إلى ظهور أعراض القلق والاكتئاب.
ولحل مشاكل العبء العاطفي يُنصح بما يأتي:
-تطوير الوعي الذاتي: يمكن أن تساعدك اليقظة الذهنية في تحديد العبء العاطفي وفهمه، لأن الوعي الذاتي يجعلك مدركاً لمشاعرك وأفكارك ومتناغماً معها، ويساعدك في تحديد كيف يؤثر ذلك في سعادتك وصحتك العقلية والجسدية وعلاقاتك.
– تغيير أسلوب التفكير: قد يزداد الشعور بالعبء العاطفي حدّةً، عندما تتصوّر أنك وحدك في الحياة مَن يتعرض للأذى. هنا يجب أن تغيّر من طريقة تفكيرك، وقد يكون من المفيد التفكير بأن ما يفرق شخصاً عن الآخر بشكل إيجابي هو عدم الاستسلام ومحاولة التطوّر والتعلّم من التجربة.
اترك ردك