ذرف سكان غزة دموع الفرح وعدم التصديق لأخبار اتفاق وقف إطلاق النار

بقلم نضال المغربي

القاهرة (رويترز) – احتفل الفلسطينيون في أنحاء قطاع غزة يوم الأربعاء بنبأ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وشعر البعض بسنوات من الفرح بينما أطلق آخرون الصفير والتصفيق وهتفوا “الله أكبر”.

وقالت غادة، وهي أم لخمسة أطفال نزحت من منزلها في مدينة غزة خلال النزاع المستمر منذ 15 شهراً: “أنا سعيدة، نعم، أبكي، لكن تلك دموع الفرح”.

أخبار موثوقة ومسرات يومية، مباشرة في صندوق الوارد الخاص بك

شاهد بنفسك – The Yodel هو المصدر المفضل للأخبار اليومية والترفيه والقصص التي تبعث على الشعور بالسعادة.

وقالت لرويترز عبر تطبيق دردشة من ملجأ في بلدة دير البلح بوسط غزة “نحن نولد من جديد، مع كل ساعة تأخير ترتكب فيها إسرائيل مذبحة جديدة، آمل أن ينتهي كل شيء الآن”.

وضرب شبان الدفوف ونفخوا الأبواق ورقصوا في شوارع خان يونس في الجزء الجنوبي من الجيب بعد دقائق من سماع أنباء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة.

ويحدد الاتفاق، الذي لم يتم الإعلان عنه رسميا بعد، مرحلة أولية لوقف إطلاق النار مدتها ستة أسابيع ويتضمن انسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية من غزة.

وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لرويترز إن الاتفاق ينص أيضا على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.

بالنسبة للبعض، كانت الفرحة ممزوجة بالحزن.

وقال أحمد دحمان (25 عاما) إن أول شيء سيفعله عندما يدخل الاتفاق حيز التنفيذ هو استعادة جثة والده الذي قتل في غارة جوية على منزل العائلة العام الماضي و”دفنه بشكل لائق”.

“يوم السعادة والحزن”

وقال دحمان، الذي نزح مثل غادة من مدينة غزة ويعيش في دير البلح: “أشعر بمزيج من السعادة لأنه يتم إنقاذ الأرواح وتوقف الدم”.

“لكنني أشعر بالقلق أيضاً من صدمة ما بعد الحرب لما سنراه في الشوارع، وبيوتنا المدمرة، ووالدي الذي لا يزال جثمانه تحت الأنقاض”.

وقالت والدته بشرى إنه على الرغم من أن وقف إطلاق النار لن يعيد زوجها “إلا أنه قد ينقذ حياة آخرين على الأقل”.

وقالت الأم وهي تبكي لرويترز عبر تطبيق للدردشة “سأبكي كما لم يحدث من قبل. هذه الحرب الوحشية لم تمنحنا الوقت للبكاء”.

إيمان القوقا، التي تعيش مع عائلتها في خيمة مجاورة، لا تزال غير مصدقة.

“هذا يوم السعادة، والحزن، والصدمة والفرح، ولكن بالتأكيد هو يوم يجب علينا جميعا أن نبكي ونبكي طويلا بسبب ما فقدناه جميعا. لم نفقد الأصدقاء والأقارب والبيوت فقط، لقد فقدنا مدينتنا، إسرائيل أعادتنا إلى التاريخ بسبب حربها الوحشية”.

وقال قوقا: “لقد حان الوقت ليعود العالم إلى غزة، ويركز عليها ويعيد بناءها”.

وغزت القوات الإسرائيلية غزة بعد أن اخترق مسلحون بقيادة حماس الحواجز الأمنية واقتحموا المجتمعات الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 جندي ومدني واختطاف أكثر من 250 رهينة أجنبية وإسرائيلية.

وأدت الحملة الإسرائيلية على غزة إلى مقتل أكثر من 46 ألف شخص، وفقا لأرقام وزارة الصحة في غزة، وتركت القطاع الساحلي أرضا قاحلة، حيث يعيش عدة آلاف في ملاجئ مؤقتة.

(تقرير نضال المغربي، تحرير ويليام ماكلين)