الفلسطينيون الذين يغادرون مدينة غزة المحاصرة يخشون نكبة جديدة

بقلم نضال المغربي

غزة (رويترز) – قال فلسطينيون يمرون أمام الدبابات الإسرائيلية والجثث المتحللة على طول ممر أمامي خارج مدينة غزة المحاصرة يوم الخميس إنهم يخشون حدوث “نكبة” جديدة، وهي “الكارثة” التي تترتب على تشريدهم الجماعي بعد قيام إسرائيل عام 1948.

تحرك آلاف الأشخاص جنوبًا على طول طريق صلاح الدين خارج مدينة غزة يوم الخميس، وهو طريق الخروج الوحيد للمدنيين الفارين من الحصار المشدد مع توغل الدبابات الإسرائيلية في عمق قطاع غزة.

وقالت امرأة قالت إن اسمها أم حسن “كيف تبدو الأمور خلفنا؟ الدمار والموت. غادرنا في خوف”. وكانت قد عبرت للتو إلى جنوب غزة من شمال المنطقة الصغيرة المزدحمة.

وقالت: “نحن الشعب الفلسطيني الفقير الذي دمرت بيوته”، واصفة ما حدث بالنكبة الثانية.

إن حرب عام 1948، عندما فر الفلسطينيون أو طُردوا من منازلهم، ما زالت محفورة في ذاكرتهم الجماعية. وأعرب الكثيرون عن مخاوفهم من أنه إذا أُجبروا على ترك منازلهم الآن، فلن يُسمح لهم بالعودة أبدًا، مثل أسلافهم.

والهدف العسكري الإسرائيلي المعلن هو تدمير حماس التي تقول إنها قتلت 1400 شخص واختطفت 240 آخرين في هجوم وقع يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتقول السلطات الصحية في غزة التي تديرها حماس إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص منذ ذلك الحين.

وطلبت القوات الإسرائيلية منذ أسابيع من الفلسطينيين مغادرة شمال غزة إلى الجنوب الذي تقصفه أيضا قائلة إنه سيسمح لهم بالعودة إلى ديارهم بمجرد انتهاء الصراع. منذ يوم الأربعاء، ومع تزايد القتال داخل مدينة غزة، بدأ عدد كبير من الأشخاص بالتحرك جنوبًا.

وقال خالد أبو عيسى، من مخيم الشاطئ للاجئين المتاخم لمدينة غزة، إنه غادر بعد أن تعرض حيه للقصف المدفعي بشكل متكرر.

وقال “لقد كانت مغادرة صعبة للغاية. كنت جالسا بأمان في المنزل وجاءت إسرائيل وشردتني مرة أخرى”.

تم تسجيل معظم الفلسطينيين في غزة كلاجئين بعد أن فر أسلافهم من منازلهم داخل حدود إسرائيل في عام 1948. ومنذ 7 أكتوبر، تم تهجير أكثر من نصف سكان القطاع.

وقال العديد من الأشخاص الذين قاموا بالرحلة جنوباً لرويترز إنهم رأوا جثثاً على جانب الطريق، مما أثار رعب البالغين والأطفال على حد سواء.

وقال أبو عيسى: “أثناء سيرنا رأينا جثثاً متحللة. أشخاص (كانوا يستقلون) سيارات مدنية، مدنيون مثلنا، وليس مركبات عسكرية أو رجال حماس”.

وفر معظمهم سيرا على الأقدام حاملين ما استطاعوا. وعندما مروا بالدبابات الإسرائيلية على خط المواجهة، رفعوا أذرعهم لإظهار بطاقات هويتهم.

وأضافوا أنه في جنوب غزة، لا يزال هناك عدد قليل من المركبات التي لا تزال مزودة بالوقود، ويتعين على الكثير من الناس مواصلة المشي حتى يتمكنوا من العثور على مكان جديد للاحتماء.

(تقرير بواسطة نضال المغربي، كتابة أنجوس ماكدوال؛ تحرير روزالبا أوبراين)