الرئيس الروسي بوتين، الذي يظهر إلى جانب الصورة الرمزية الأرثوذكسية، يحذر الغرب من التدخل

بقلم جاي فولكونبريدج

موسكو (رويترز) – الرئيس فلاديمير بوتينوحذرت، التي عُرضت صورتها بين صورتين عملاقتين لأيقونة أرثوذكسية قديمة يوم الثلاثاء، الغرب قبل الانتخابات المقررة في مارس 2024 من أن أي تدخل أجنبي في روسيا سيعتبر عملاً عدوانيًا.

وأدى الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 إلى أخطر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، مما دفع بوتين إلى التحول نحو الصين.

منذ الغزو، غيّر بوتين رواية الحرب، وصورها على أنها معركة وجودية بين الحضارة الروسية المقدسة والغرب المتعجرف الذي يقول إنه في حالة تدهور ثقافي وسياسي واقتصادي.

وفي حديثه أمام مجلس الشعب الروسي العالمي، برئاسة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، البطريرك كيريلوعرضت صورة بوتين على شاشة عملاقة بجانب نسختين من أيقونة أرثوذكسية قديمة. هذه الأيقونات عبارة عن لوحات دينية منمقة ومذهّبة غالبًا، وتعتبر مقدسة في الكنائس الأرثوذكسية.

فالكنيسة الأرثوذكسية الروسية من المؤيدين المؤسسيين المتحمسين للحرب الروسية في أوكرانيا، وقد تبنى بوتن نزعتها المحافظة كجزء من رؤيته للهوية الوطنية الروسية.

وقال رئيس الكرملين إن الغرب يعاني من رهاب العنصرية من روسيا الذي يصور الروس على أنهم شعب “عبيد” متخلفين، وحذر من أن الولايات المتحدة تريد تقطيع أوصال ونهب موارد روسيا الهائلة.

وحذر بوتين (71 عاما) من أن الروس أنفسهم يجب أن يتذكروا دروس الثورة البلشفية عام 1917 والحرب الأهلية وسقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 الذي قال إنه سمح بتقسيم الشعب الروسي.

وقال بوتين “أريد أن أؤكد: إننا نعتبر أي تدخل من الخارج واستفزازات تهدف إلى إثارة صراعات عرقية أو دينية أعمالا عدوانية ضد بلادنا”.

“أريد أن أؤكد مرة أخرى أن أي محاولة لزرع الفتنة بين الأعراق والأديان، وتقسيم مجتمعنا هي خيانة، وجريمة ضد روسيا بأكملها. ولن نسمح لأي شخص بتقسيم روسيا”.

ويصور الغرب بوتين على أنه ديكتاتور قاد روسيا إلى الاستيلاء على الأراضي على النمط الإمبراطوري، الأمر الذي أدى إلى إضعاف روسيا وإقامة الدولة الأوكرانية، في حين وحد الغرب وسلم حلف شمال الأطلسي مهمة ما بعد الحرب الباردة.

ويقول بوتين إن الغرب يفشل الآن في أوكرانيا، وإن محاولته لهزيمة روسيا باءت بالفشل أيضاً.

ويزعم رئيس الكرملين أن المحاولات الغربية لعزل روسيا بأشد العقوبات المفروضة على اقتصاد كبير كانت دليلاً على ما يعتقد أنها عنصرية غربية تاريخية ضد الروس.

وقال الغرب، الذي ينفي أنه يريد تمزيق روسيا، إنه يريد مساعدة أوكرانيا على هزيمة القوات الروسية في ساحات القتال في أوكرانيا، وطرد الجنود الروس ومعاقبة بوتين على الحرب.

ووجه بوتين الشكر لرجال الأعمال الروس على التهرب من العقوبات الغربية.

وقال بوتين: “من خلال توحيد جهود الدولة وقطاع الأعمال، أحبطنا العدوان الاقتصادي غير المسبوق للغرب: لقد فشلت حرب العقوبات الخاطفة”.

ومن المقرر أن تبدأ حملة الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، ومن المتوقع أن يترشح بوتين، وهي خطوة من شأنها أن تضمن ست سنوات أخرى على الأقل في السلطة لجاسوس كي جي بي السابق، الذي يتولى السلطة منذ عام 2012، وقبل ذلك، منذ عام 2000. إلى عام 2008.

وقال البطريرك كيريل إنه سيصلي من أجل بوتين لمواصلة عمله من أجل “صالح” روسيا وشعبها.

(تقرير بقلم جاي فولكونبريدج، تحرير برناديت بوم)