يقول الفنان السعودي حكيم جمعة إن مشاركته في بطولة الفيلم الأميركي “قندهار” مع الفنان البريطاني العالمي جيرارد بتلر، تشكّل أولى خطواته نحو العالمية التي يحلم بالوصول إليها يوماً ما، وذلك بعدما قدّم خلال العام الجاري عدداً من الأعمال الفنية الناجحة.
– كيف تم ترشيحك للمشاركة في الفيلم الأميركي “قندهار” الذي يقوم ببطولته الفنان العالمي جيرارد بتلر؟
الترشيح تم بصعوبة بالغة، فالكواليس كانت شاقة للغاية من أجل الظفر بشخصية “رسول” في الفيلم. والبداية كانت مع إعلان القائمين على العمل البحث عن أشخاص يقدّمون أدواراً صغيرة في الفيلم من خلال إرسال فيديو مصوّر لهم، لذا حضّرت فيديو قصيراً باللغة الإنكليزية وأرسلته إليهم، لكنهم لم يكونوا يريدون فيديو باللغة الإنكليزية وطلبوا أن يكون بالعربية، فلبّيت طلبهم، ووافقوا عليه، ثم طلبوا مني تصوير فيديو آخر ولكن باللغة البشتونية، وهي اللغة الخاصة بالأفغان، وهو أمر كان من الصعب عليّ القيام به، ولكنني في النهاية نجحت في تنفيذه.
– كيف حضّرت الفيديو الخاص باللغة البشتونية؟
لم يكن الفيديو ليبصر النور لولا مساعدة صديقي “أبو أحمد”، صاحب أحد المحال التجارية في المملكة العربية السعودية، وهو أحد أشهر الأفغان في المنطقة، فحين أبلغته بقصّة الفيلم، بدأ بتدريبي على اللغة البشتونية، وسهَّل عليَّ كل إجراءات التصوير، إلى أن أرسلت الفيديو إلى القائمين على الفيلم، فأعجبهم ووافقوا على أن أقدّم شخصية “رسول” فيه.
– حدّثنا عن فيلم “قندهار”؟
الفيلم هو بطولة النجم البريطاني العالمي جيرارد بتلر، توم رايس، علي فضل، نجبان نينا، وإلناز نوروزي، ومن إخراج ريك رومان، وﺗﺄﻟﻴﻒ ميتشيل لافروتون، وتدور أحداثه حول العميل السرّي في جهاز الاستخبارات الأميركية “توم هاريس” (جيرارد بتلر) الذي يسافر مع مترجمه إلى أفغانستان، من أجل تنفيذ عملية سرّية، لكنهما سرعان ما يهربان من القوات الخاصة هناك بقيادة “رسول”، الشخصية التي أجسّدها بعد انكشاف العملية.
– هل واجهت صعوبات أثناء تصوير الفيلم؟
الفيلم كان عبارة عن مجموعة من الصعوبات، خاصة أن شخصية “رسول” التي قدّمتها فيه تدور في فلك قوات “طالبان” التي تحارب الأميركيين، فكان لا بد من أن يكون قوياً وقادراً على الركض السريع وحمل السلاح، ولذلك كان التدريب مُرهقاً، وخضعت لتدريبات يومية على مدى أشهُر عدة حتى أحصل على الجسم المطلوب لأداء الشخصية، كما أن صنّاع الفيلم فرضوا عليّ تدريباً خاصاً مع فرقة بلغارية لكي أتعلّم كيفية حمل السلاح والمتفجرات وقيادة السيارة أثناء استخدام السلاح… ولا أنكر أنني تعلّمت الكثير من فنون القتال بسبب فيلم “قندهار”، كما كنت أجلس لست ساعات مع مدقّق لغة بشتونية لكي أتعلّم النطق الصحيح، وأُجيد التحدّث باللغة البشتونية، خاصة أن الدور لم يكن صغيراً مثلما كنت متوقعاً.
– ما الذي يميّز فيلم “قندهار”، خاصة أنه أول فيلم أميركي يصوَّر بالكامل في منطقة العلا بالمملكة العربية السعودية؟
الميزة الأهم هي محبّة السعوديين ودعمهم الدائم لي خلال التصوير، وهو ما لا يمكن أن أنساه أبداً، كما لن أنسى نظرة الفنان العالمي جيرارد بتلر حين كان السعوديون يتوافدون الى موقع التصوير من أجل التقاط الصور التذكارية معي، ولا يلتفتون إليه، وهو ما كان يجعله يمازحني دائماً… ورغم ذلك كان بتلر يحرص على أن نعمل كأسرة واحدة طوال أيام التصوير.
– هل جعل فيلم “قندهار” من حكيم جمعة فناناً عالمياً؟
“قندهار” ما هو إلا خطوة أولى في مشوار فنان سعودي يسعى للوصول الى العالمية، وأنا سأبذل قصارى جهدي لتحقيق هذا الهدف. المملكة العربية السعودية مليئة بالمواهب الفنية القادرة على الإبداع والتألق، وهم يحتاجون فقط الى الفرصة لإثبات موهبتهم ومكانتهم العالمية. بالنسبة إليّ، خطوة “قندهار” انتهت، وأعمل حالياً على الخطوة التالية في مشوار العالمية، ربما لم تتحدّد الخطوة بعد ولكنني في انتظارها.
– لماذا تحجب حياتك الشخصية عن الأضواء؟
لأنني أعتبرها أموراً خاصة ولا أسمح لأحد بالتدخل فيها.
– ما الذي يجذبك في المرأة؟
عقلها وطريقة تفكيرها، فأنا أتعامل مع المرأة بالاستناد الى هذين الأمرين.
– ما سبب تألق الكثير من الفنانين السعوديين في السنوات الأخيرة؟
كانت المواهب محصورة في الماضي بين نطاقَي المحلية ودول الخليج، وحين جاءتهم الفرصة للانطلاق، أبهروا الجميع بقدراتهم التمثيلية. لدينا نخبة من الفنانين السعوديين المتميزين القادرين على الإبداع، خاصة أن المملكة وضعت قدمها على أولى درجات سلّم العالمية، وكل ما نحتاج إليه هو الفرصة لكي تثبت الموهبة جدارتها في التمثيل.
– مَن هم الفنانون السعوديون القادرون على تمثيل السعودية عالمياً؟
لو اخترت عدداً من الفنانين السعوديين فسيكون على رأسهم الفنان إبراهيم الحجاج، فهو في رأيي فنان رائع وذو موهبة فريدة، تليه الفنانة فاطمة البنوي القادرة على التأليف والتمثيل والإخراج والإنتاج والمتمكّنة من صناعة السينما، والفنان يعقوب الفرحان الذي ترك بصمة في عالم الفن.
– هل ساهم الانفتاح في نجاح السينما السعودية؟
ربما بدأت صناعة السينما في السعودية متأخّرة مقارنةً بواقع السينما في الدول العربية، ولكننا نتعلّم بسرعة، وهو ما بدا واضحاً منذ الانفتاح، وأرى أن خلال السنوات المقبلة ستتمكن السينما السعودية من المنافسة عالمياً وليس فقط إقليمياً، بل ربما تستطيع الأفلام السعودية دخول القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار والفوز بها. وكسينمائيين، نعمل حالياً على إثبات موهبتنا الفنية، ونسعى لجعل الهوية الفنية السعودية ماركة مسجلة عالمياً.
– ما انطباعك حول فيلمك الأخير “ملك الحلبة” الذي اقتحم مجال العرض التجاري في مصر بعد عرضه في “مهرجان البحر الأحمر” آخر العام الماضي؟
شرف كبير لي أن يُعرض فيلمي تجارياً في مصر، فأنا أؤيد بشدة خروج السينما السعودية من عباءة الأفلام الموجّهة الى المثقفين ودخولها مجال العرض التجاري، وهي المرة الثانية التي يخرج فيلم لي من إطار المهرجانات إلى العرض التجاري، وسنرى العديد من الأعمال السينمائية التي تدور في إطار الرومانسية والأكشن والرعب.
– أي رسالة يحملها فيلم “ملك الحلبة” للمشاهدين؟
يهدف الفيلم إلى التمسك بالحلم والسعي وراء تحقيقه، فالإنسان يواجه في حياته مشاكل عدة، ولكن عليه أن يتصدّى لها ويتغلّب عليها كي يصل الى حلمه. وتدور قصة الفيلم حول شخص لديه أحلام كبيرة، ويدرك جيداً أن هناك عوائق كثيرة تحول دون تحقيقيه حلماً لطالما راوده، ولكنه لا ييأس بل يستمر في تحطيم كل القيود، وأعتقد أن كل مَن شاهد الفيلم رأى نفسه في بطله، وكان هدفنا من الفيلم إيجاد حالة من التعاطف بين المُشاهد وأبطال العمل.
– هل الفنانون المصريون المشاركون في الفيلم أضافوا إليه؟
الفنانون المصريون هم السبب في عشق العرب جميعاً للفن، ولذلك يحب أي فنان عربي أن يشارك الفنانون المصريون في أعماله، خاصة الذين يتميّزون بطابع خاص مثل الفنان المتألق محمد لطفي، والفنانة سلمى أبو ضيف، والنجم الكوميدي شادي ألفونس، فهي المرة الأولى التي يشاركون معاً في عمل فني سعودي، وأعتقد أن أجمل ما في التمثيل أنه لا يعترف بالجنسيات وإنما بالموهبة فقط، لكي نُفرح الجمهور بتقديم عمل فني جيد وهادف.
– هل يفكّر حكيم جمعة في دخول عالم الفن المصري؟
بكل تأكيد، فأي فنان سعودي أو عربي يحب أن يدخل مجال الدراما المصرية، ولكن أتمنى أن يتحقق لي ذلك عندما يحين موعده.
– هل من عمل جديد تحضّر له حالياً؟
أحضّر حالياً لفيلم بعنوان “أحلام العصر”، وأرى أنه سيكون عمل الموسم في المنطقة العربية، ويشاركني في بطولته كلٌ من: صهيب قدس، فاطمة البنوي وإسماعيل الحسن، وهو من إخراج فارس قدس، وإنتاج الأخوين فارس وصهيب قدس، وتأليف مشترك بين الأخوين قدس وعمر البحري.
اترك ردك