من المعروف أن الطعام هو إحدى طرق التواصل بين الناس لاكتشاف ثقافاتهم المتنوعة بحسب بلادهم، وقد بات من أساسيات عالم السوشيال ميديا ومصدر رزق للملايين من الأشخاص، مع ابتكار ما يُعرف بـ”الفود بلوغر”.
وبالفعل منحت مواقع التواصل الاجتماعي الفرصة لمحبّي الطعام والطُهاة وحتى الشبان وربّات البيوت الذين يبحثون عن عمل لمشاركة تجاربهم في المطاعم والتسويق لها عبر صفحاتهم بطرق مختلفة وخاصة بكل شخص، إلا أن بعض هذه الحالات باتت تشوّه هذا المجال وتغيّر وجهته الحقيقية، فـ”الفود بلوغر” لا بدّ من أن يتمتع بحدّ أدنى من الخبرة في مجال الطعام ليتمكن من تقديم ليس فقط الدعاية والتسويق، إنما أيضاً النصائح لتحسين الأطباق والنكهات من خلال خبرته.
بدأ اللبناني جورج ديب بموهبته الخاصة وشغفه للطعام في عالم “الفود بلوغر” من خلال صفحة Dr Food، ليصبح بعدها من أهم الشخصيات التي تتنقل بين المطاعم والمقاهي لينقل تجربته في تذوّق الأطباق من مختلف مطاعم العالم ويُبدي رأيه بالطعام بصدق لمتابعيه، ويقدّم النصائح الى أصحاب المطاعم لتطوير وجباتهم وتحسينها فتصبح أفضل ومناسِبة لكل الأذواق. وتمكّن من خلال طموحه وثقته بنفسه وقدرته على الإدارة والتنظيم من إنتاج مجموعة كبيرة من الأطعمة المختلفة والصناعات الغذائية السريعة (سناكس) التي تحمل اسمه وتنتشر في الأسواق اللبنانية والعالم.
خبير في مجال الصناعات الغذائية
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور فود أنه متواجد في مجال الصناعات الغذاىية منذ أكثر من 20 عاماً، وقرر خوض تجربة السوشيال ميديا لأنه يرى دائماً أن هذه المصلحة المهمة فيها الكثير من المعلومات والتفاصيل، والتي لا بدّ للناس من معرفتها من وجهة نظر مختلفة وبطريقة دقيقة.
ويضيف: “بدأت على السوشيال ميديا بقوة ولم أواجه صعوبات كبيرة في البداية، بالعكس الجمهور قدّم لي الدعم والاندفاع القوي للاستمرار، ولكن مع الوقت وبعد النجاح وثقة الناس بما أقدّمه من تجارب طعام ونصائح، والمقارنات التي أعقدها بين المطاعم التي تقدّم نوعية الطعام نفسها، أزعجتُ بعض الطهاة ولم يتقبّلوا هذا الأمر، فمنهم مَن يهاجم شخصي بتعليقات قاسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض يوجّه لي عبر الهاتف كلاماً بذيئاً وغير منطقي”.
الـ”فود بلوغر” يحتاج إلى الخبرة في مجال الطعام
ويلفت الدكتور فود إلى أن “الكثير من الأشخاص يعتقدون أن الـ”فود بلوغر” هو شخص يدخل المطعم ويتناول الطعام مجاناً ويغادر بعدها المكان، وللأسف هذا هو السائد في الوقت الحالي على السوشيال ميديا، ولكن في الحقيقة ليكون الشخص “فود بلوغر” حقيقياً، عليه أن يتمتع بالخبرة والقدرة على اكتشاف الخطأ في النكهات والأمور غير الصحيحة في الوجبات، وإسداء النصائح الى أصحاب المطاعم لتحسين نوعية الأصناف”. ويشير إلى أن “هناك الكثير من العاملين في مجال الـ”فود بلوغر” يقدمون على هذه الخطوة كهواية فقط، ولكن في بعض الأحيان الهواية بمفردها تكون مؤذية لأصحاب المطاعم، لذا فعلى كل مَن يرغب في خوض هذه التجربة أن يتمتع بالخبرة الكافية في مجال الطعام، كأن يكون شيف أو مساعد شيف، أو خبيراً في مجال الأغذية والمشروبات، وأن يكون عاملاً في مجال إدارة المطاعم، وبالتالي فالخبرة مهمة وضرورية ليتمكن من دخول هذا المجال”، مشدداً على أن “هناك الكثير ممن لا يتمتعون بالخبرة الكافية يخوضون هذا المجال ويطلقون على أنفسهن صفة الـ”فود بلوغر”، ولكن الاستمرار في ذلك بات في غاية الصعوبة لأن ليس من السهل كسب ثقة المشاهدين”.
وجبات مبتكرة ذات جودة عالمية
وعن ابتكار الوجبات الخاصة به، يوضح جورج ديب أن “الدافع الأساسي لإقدامي على هذه الخطوة هو ثقة الناس بي ومحبتهم لي، إذ خلال 5 أو 10 دقائق يمكن أي فيديو أنشره أن يحصد ملايين المشاهدات على “تيك توك” فقط، وهذا الأمر يخلق ثقة كبيرة بيني وبين المشاهدين والمتابعين”، ويردف بالقول: “لقد اعتمدت في هذا المجال على الموهبة الربّانية التي أتمتع بها، فأنا أمتلك القدرة على ابتكار الأفكار الجديدة والأصناف المتنوعة في عالم الطعام.
العفوية سرّ النجاح
ويشكّل الدكتور فود وزوجته شروق حالة مميّزة ومختلفة على السوشيال ميديا، من خلال ما يقدّمانه من تجارب تذوّق للطعام وابتكار المنتجات الغذائية الخاصة بهما. ويقول جورج ديب: “العفوية هي الأساس والتي تميّزنا عن غيرنا، ففي البداية وقبل تعرّفي إلى زوجتي، كانت تتمتع بالموهبة والقبول على السوشيال ميديا، فاجتمعت الموهبتان مع بعض وخلقنا حالة فريدة من نوعها وغير منافِسة للأشخاص. والعفوية تصلّ بالفعل الى المشاهد لأنها صادقة وحقيقية”.
ويضيف: “لقد حصلنا على ثقة المتابع من خلال صدقية ما نقدّمه، وهو ما يظهر بوضوح على السوشيال ميديا والـ”تيك توك”. فمن خلال منصّات الدكتور فود، نطرح أسلوباً مختلفاً وخاصاً بنا عبر المقارنات وتوجيه الانتقادات الى المطاعم، وكذلك تقديم النصائح لتغيير النكهات أو إضافة بعض الأعشاب الى الأطباق. أما عن خططه المستقبلية فيكشف الدكتور فود أنه يطمح لأن يصبح الأول عالمياً، وتنتشر الأصناف المتنوعة التي يقدّمها في الأسواق العالمية، كما يسعى للدخول في منافسات عالمية، ويحرص إلى الاستمرارية في هذا المجال من خلال الحفاظ على جودة المنتجات الخاصة به.
اترك ردك