“دراما تطرح قضايا اجتماعية جريئة، تتوجه إلى أفراد الأسرة بالكامل، فيها أناقة الكتابة وعمقها، وتحمل تميز الإخراج وإبداعه”. هكذا تعرف النجمة هدى حسين عن مسلسل “ملح وسمرة” من تأليف حمد الرومي وتوقيع المخرج علي العلي، والذي يُعرض على MBC1 وباقة VIP من “شاهد”.
يتبع العمل أهمية المظهر الخارجي في حياتنا. ثمة من يراه هامشياً فيتجاهله مركزاً على المضمون، وثمة من يضعه في المقدمة، ويراه وسيلة لتحقيق غايات كثيرة فتكون له الأولوية. تغوص الأحداث في حياة هند وهي سيدة خمسينية مجتهدة في عملها كممرضة في المستوصف، ولها شعبية واسعة وسط العاملين معها وتقدير كبير من المرضى، إثر عملها كممرضة لأكثر من 30 عاماً، تحوّلت بعدها إلى رئيسة قسم التمريض في المركز. هي متزوجة من أنور ناظر المدرسة العصامي الذي استطاع استثمار ورث والده بشراء بناية واستثمار مدخولها. الحب الصادق بين الزوجين، جعله نموذجاً يحتذى به من الجميع وأولهم أولادهم الأربعة، ولكل من هؤلاء قصته وحكايته.
ترى حسين أن “هذا العمل، قد يخجل البعض من طرح قضاياه نظراً لحساسيتها المفرطة، وإذا طُرحت فغالباً ما يأتي ذلك كون ذلك بأسلوب فج وقح، بينما بين أيدي حمد الرومي تطرح بسلاسة، رغم الجرأة ومن دون خدش للحياء، علماً أننا نطرح مواضيع التحرش والتنمر والخيانة في الحلقات الثلاثين، تأتي متشابكة مع بعضها وبجرأة أنيقة، لا تخدش حياء الأسرة”. توافق حسين على أن الدراما هي مرآة للمجتمع، تطرح قضايا المجتمع وترصد الواقع، وتترك الحلول والآراء للجمهور، لكنها ترفض أن نحصر أنفسنا دوماً في عناوين قليلة كالزواج والطلاق والخيانة، ونتجاهل طرح الكثير من المواضيع المهمة والمؤثرة في حياتنا، لذا أحاول البحث عن القضايا التي وإن عولجت سابقاً، نقدمها برؤية درامية ومعالجة مختلفة”.
وتثني على المخرج علي العلي، الذي قدم الكثير من الأعمال الناجحة والملفتة، “خصوصاً أن هذا العمل، يحتاج إلى مخرج بحريني أو خليجي يعرف البيئة، ويفهم اللهجة والقضايا التي نتطرق إليها، رغم أن القضايا التي نتكلم عنها، ليست حكراً على الخليج، بل هي قضايا عالمية”. كما تشيد بالتعاون والانسجام بين الكاتب والمخرج، ثم بين فريق الممثلين المتميزين ومنهم فاطمة الصفي، جمال الردهان، سحر حسين، عبد الله الطراروة، مشاري المجيبل، نوف السلطان، سعاد الحسيني، عبد الله البلوشي وآخرين.
وتتوقف سريعاً عند “حالة فوبيا تعاني منها هند، وتحاول إخفاءها، وقد كبرت معها وتحولت إلى عقدة عندما وصلت إلى هذا العمر، وتخشى دوماً أن تظهرها حتى لأقرب الناس إليها، كزوجها وأولادها، كما يبين انعكاس بعض الأمراض والحالات على مستقبل بعض الشخصيات”. وتضيف بالقول: “رغم الظلم الذي تعرضت له هند، ظلت وفيّة لمجتمعها واستمرت تعطي من قلبها للمجتمع والبيئة المحيطة بها، وكان زوجها يساندها في بعض الأشياء ويختلف معها في أشياء أخرى، فتتقوقع وتشكو لنفسها”.
وتختم بالقول إن “شخوص العمل مكتوبة بعناية شديدة، وقد حرصنا على أن نلتزم بحوارات الكاتب حمد الرومي لما يتمتع بمفردات منتقاة، وبأسلوب متفرد تعتمدها قلة قليلة من الكتاب، حيث لا تمر أي جملة مرور الكرام في النص”.
اترك ردك