بين حبّها لإدارة الأعمال وعشقها للموسيقى، جمعت نور القاسم بين المجالين سواء في الدراسة أو العمل. تخصّصت نور في التجارة وإدارة الأعمال والقانون التجاري، وصقلت موهبتها في العزف على البيانو، والتي تفتّحت في عمر الـ4 سنوات، بالتخصّص الجامعي في فيينا ـ عاصمة العالم للموسيقى، ومقرّ إقامتها الحالي. الفنانة البحرينية نور القاسم، هي عضو في المجلس الدولي للموسيقى التقليدية ICTMD، تمّ اختيارها عام 2022 من رئيس المجلس Svanibor Pettan، للاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حصلت نور على عدد من التكريمات، بينها: من الملكة سبيكة آل خليفة (البحرين) ؛ من الملكة نور الحسين (الأردن) ؛ من وزير الخارجية المغربي السابق محمد بن عيسى.
وتشارك القاسم في مهرجانات وأمسيات دولية، منها الأمسية الخاصة بيوم المرأة العمانية، التي ستحييها الفنانة اللبنانية وسفيرة النوايا الحسنة ماجدة الرومي، وستشارك نور فيها ضيفة شرف في 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، في دار الأوبرا السلطانية مسقط، مع نجوم في عالم الموسيقى من أوركسترا النور والأمل للمكفوفات، إلى جانب عازفات الأوركسترا السمفونية السلطانية العمانية.
تشاركين للمرة الثانية في مهرجان خاص بالمرأة في عُمان… أخبرينا أكثر عن هذه المشاركة؟
أنا سعيدة بمشاركتي في هذا المهرجان، خاصة أنه يسلّط الضوء على المرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة. لذلك تمّ تكليف أوركسترا النور والأمل من مصر بمصاحبتي لمقطوعة “Piano Concerto12” للمؤلّف الموسيقي Mozart. ولأول مرة أعزف مع أوركسترا من دون قائد، لعدم قدرة العازفات في الفرقة على رؤية المايسترو، وهذا تحدٍّ بالنسبة إليّ. أتمنى تقديم المعزوفة بأفضل صورة، وأن أثبت للعالم قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة التي تفوق أحياناً قدرات الأصحّاء. وسعيدة أيضاً بأنني سأقدّم مقطوعة من تأليفي “Lahuk Kurd-Şeylanli”، وفيها روح الكردي الغنائي.
نور الفنانة وعازفة البيانو، ما الرسالة التي تريد توجيهها الى العالم وهي تقف على المسرح؟
أريد أن أقول للعالم بأنّ الإنسان كالماسة، فكما تحمل الماسة وجوهاً كثيرة، تتعدد لدى الإنسان الميول والقدرات. أنا أشجّع كل شخص على التعلّم أكثر واستكشاف نفسه، لأنه يمكن أن يكون داخل الإنسان مواهب لم يكتشفها بعد. فإلى جانب الوظيفة، هناك الحِرفة والهواية والموهبة…
ما هو الباب الذي فتحته لك النمسا، ولم يكن في الإمكان تحقيقه في البحرين؟
النمسا فتحت لي الباب الأكاديمي، وكانت لي الفرصة للتعلّم على يد عازفين مشهورين، ودرست أساليب العزف على البيانو. كما حصلت على منحة من الحكومة النمسوية لدراسة ماجستير في القانون التجاري والتدرب في المفوضية الأوروبية والبرلمان في بلجيكا. كلها فرص لم أكن أتوقع أنها ستكون متاحة، لو أنني في البحرين.
كيف تصفين واقع الموسيقى الكلاسيكية في البحرين بشكل عام؟
الموسيقى الكلاسيكية بشكل عام ليست فناً جماهيرياً، ولها جمهور محدد ومتابعتهم للمعلومات في هذا المجال محدودة. وهذا ما يؤدّي إلى ظهور الطبقية في الموسيقى والعنصرية، كما يحدّ من انتشار عازفي الموسيقى الكلاسيكية ومتابعة الناس لهم.
ما الذي يؤثّر في انتشار الفنانة البحرينية بشكل عام، وعازفة البيانو بشكل خاص؟
مكانة المرأة استثنائية في البحرين، بسبب تاريخ البحرين في سَنّ قوانين تمكّن المرأة من المشاركة في مجال السياسة، وأن تلعب دوراً قيادياً وتتمتع بالحرية مقارنةً بالعديد من الدول العربية والأجنبية، وهو ما يحدث أيضاً في مجال الفن. ولكن البحرين مساحتها صغيرة، الأمر الذي يؤثّر في انتشار الفنان(ة). في حين تهتم مصر ولبنان وسلطنة عمان بالموسيقى الكلاسيكية، وتدرّس المادة، فنرى انتشاراً أكبر للفنان.
ما الدور الذي تلعبه نور في ICTMD؟
أنا مسؤولة عن مملكة البحرين، من خلال اختياري عضواً في المجلس الذي تأسّس في لندن في 22 أيلول/سبتمبر 1947، وهو منظمة غير حكومية تابعة لليونسكو، ومسؤولة أيضاً عن البحوث العلمية في مجال الموسيقى والرقص. خلال سنة 2022 تمكّنا من توسيع رقعة المجلس، وترشيح ممثلين في دول عدة، منها: دول مجلس التعاون الخليجي، مصر، سوريا وبعض دول شمال إفريقيا.
اليوم أنت تمثلين بلدك الأم البحرين… ما المشاريع التي وضعتها في أجندة عضويّتك في المجلس؟
المشاريع أو الأجندة هي تلك التي تأتي في سياق أهداف المجلس، منها: التركيز على دراسة وممارسة وتوثيق وحفظ ونشر الموسيقى والرقص التقليدي في كل البلدان؛ والربط بين الشعوب من ثقافات مختلفة… الأمر الذي يساهم في سلام البشرية.
هذا بالإضافة إلى تعزيز مِنَح الموسيقى والرقص، المساهمة في نشر الأبحاث العلمية في مجلات علمية، لها تاريخ في علم الموسيقى؛ تمكين مشاركة الباحثين في أيام ثقافية وفعاليات ومؤتمرات؛ مَنح جوائز لبحوث الطلبة. كل ذلك يتم من خلال التواصل بين المنظمات العامة، والجامعات والمعاهد الأكاديمية، ودور الأوبرا داخل البلد.
هل تخاف نور القاسم على الفن من الذكاء الاصطناعي وتوظيف البعض له في مجال الموسيقى؟
لا أخاف لأنني أؤمن بأنّ الموسيقى لا تُعزف من خلال الكومبيوتر، والموسيقى هي عقل وقلب. جمال الفنّ يكمن في الأداء الإنساني الطبيعي، ومن المستحيل الاستمتاع بمقطوعة تمّ تسجيلها باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
اترك ردك