“لا يمكن أن يكون الفنان فناناً، إلاّ إذا كان لديه حسّ إنساني عالٍ جداً”، بهذه الكلمات يصف كارلوس عازار نفسه كإنسان وفنان في شخصية واحدة لا يمكن الفصل بينهما. وإن ترعرع في بيئة فنية، إلاّ أنه صقل موهبته بالعِلم، وأثبت حضوره سواء في التمثيل أو الغناء من خلال مهنية الأداء والتصرّف لا استناداً على عدد المتابعين أو شهرة الأونلاين. وفي هذا اللقاء مع مجلة لها، نكشف تفاصيل أكثر في عالم الفن والأداء التمثيلي.
بين التمثيل والغناء
9 سنوات بين “حبك واريدك” و”كل ما بدقلك”.. ما الذي سرقك كل هذا الوقت من الغناء؟
كانت هناك ظروف دفعتني للتوقف عن الغناء، والتمثيل أخذني من الغناء، بالإضافة إلى الإنتاج. أنا أصبحت أنتج لوحدي بالتعاون مع شركة Universal.
ما الذي يساعدك به التمثيل في مجال الغناء؟
يساعدني التمثيل في الأداء على المسرح، من حيث الوقفة والطلّة، خاصة وأنني ابن مسرح. كما يساعدني من ناحية تصوير الفيديو كليب، فأعطي أفكار وأحاسيس أكثر و”ما بيتعب المخرج معي”.
كيف يدعمك مجال الغناء في أداء الأدوار التمثيلية؟
يدعمني الغناء في الأدوار التي تحتاج مثلاً ممثل وفنان في الوقت ذاته، والخيارات قليلة جدا على هذا الصعيد. وما عدا ذلك، فالغناء لا يفيد في تركيب الأدوار التمثيلية.
ما هي العناصر الثلاثة الأولى التي على أساسها ستختار العمل الدرامي سواء كان محلياً أم عربياً؟
هي نفسها العناصر التي على أساسها أختار المشاركة في أي عمل: النص، الدور، المخرج، وأيضاً شركة الإنتاج لمعرفة جودة العمل.
بعد “قصتنا حبينا” في ديو الغرام مع الممثلة ماغي بو غصن.. من هي الممثلة التي تتمنى أن تشاركها الغناء اليوم؟
لا يخطر على بالي اسم معيّن، ولكن المهمّ أن يكون هناك توافق بالشخصية الغنائيةالتي ستشاركني بالديو، “قدّي نحنا قريبين لبعض فكرياً وموسيقياً وطبقات الصوت بتلبق مع بعض”.
ما هو الدور “الحلم” الذي يضعه كارلوس عازار ضمن مخطّطاته المستقبلية؟
الدور الذي أحب أداءه هو دور غنائي – تمثيلي. من الممكن أن نخلق هذه الشخصية، أو تجسيد تاريخ حياة فنان. هذا الأمر “يعنّ ع راسي درامياً ومسرحياً”.
كارلوس الإنسان وجهاً لوجه مع الفنان
هل تؤمن بمقولة أنّ الفنان يصبح “مُلكاً” لجمهوره ومن حقه أن يعرف كل شيء عنه؟
نعم الفنان هو ملك لجمهوره وهو في الكثير من التفاصيل “رهن لجمهوره”، ولكن الحياة الشخصية تبقى شخصية وليست ملكاً للجمهور، وعليه احترام ذلك.
ما هي المواقف التي يتعامل فيها كارلوس الإنسان على أنه فنان؟
لا أستطيع الفصل كوني إنسان عن كوني فنان، والفنان هو إنسان بالدرجة الأولى. أنا أتعامل مع ذاتي كشخصية واحدة، “فالله خلقني فنان، ولكن أنا إنسان.. والإثنان لا ينفصلان”.
أين تقف حدود حياة كارلوس في الظهور إلى العلن؟
أنا أتصرّف على طبيعتي ولا أعقّد الأمور، خاصة مع الأشخاص الذين لا يحاولوا اختراق حياتي ويكونوا “حشريين”. حتى لو لم أكن فناناً مشهوراً، كنت سأتعامل بالمثل مع المحترمين ودائماً أتجنّب خدش الآخر، وعليه بالمثل.
ما هو الدور الذي لعبته في مسلسل ومن المستحيل أن يمثّل شخصيتك في الحياة؟
ما من دور يشبهني 100%، ولكن قد يشبهني ببعض التفاصيل. ولكن غالبية الأدوار لا تشبهني مثل دوري في مسلسل “ألماس” و”لا حكم عليه” و”عصر الحريم”.
هل دخلت مواقع التواصل الإجتماعي ضمن معايير استمرارية الفنان ونجاحه وأين يكون “مطلوب” أكثر من المنتجين؟
من المهم أن يستخدم الفنان وسائل التواصل الإجتماعي بشكل صحّ كي تقلب عليه بشكل صحيح. أنا أستخدمها لنشر أعمالي، وجوانب بسيطة من حياتي الشخصية وكواليس حياتي العملية.
أشدّد هنا على نقطة مهمة: إنّ شهرة الأشخاص على السوشيل ميديا ومن ليس لهم أي صلة بالفن، لا تعني أنه يجب أن يتواجدوا بالأعمال الفنية، لأنّ هناك ظاهرة “اللي عندو كتير followers جيبوا للدور”. إنّ عدد المتابعين لا يعادل أنّ الشخص لديه موهبة.. ليست قاعدة أبداً بناء شخصيات تمثيلية تبعاً لعدد الـfollowers، ومع الأسف هذا ما يحدث أحياناً.
أنت حرّ أكثر كإنسان أم فنان؟
مسألة الحرية نسبية. لا أفرّق بين كوني إنسان وفنان، فهي شخصية واحدة. أنا حرّ لحدود معينة، ما دات حريتي لا تزعج الآخر.
كارلوس الإنسان ينظر في وجه كارلوس الفنان، ويقول: إنتبه.. من ماذا؟
هناك العديد من الأشياء التي أنتبه منها. أقول: انتبه من الأشخاص الذين لا يشبهوك، من الناس التي تضمر لك عكس ما تريه له.. انتبه من الـego فالأنانية هي خطيئة ومدمّرة، و”سبحان الله كلما يعلو الـ ego ينخفض الـ IQ”، وهذا يشكل خطراً على الإنسان بشكل عام والفنان بشكل خاص.
اترك ردك