الغدة الدرقية هي غدة صغيرة تقع أسفل العنق تحت تفاحة آدم مباشرة. وتقوم هذه الغدة بوظائف حيوية عدة في الجسم، أبرزها ضبط عمليات الأيض، وهي الوظيفة التي يقوم بها الجسم بتحويل الغذاء إلى طاقة. لذلك فإن أي خلل بعمل هذه الغدة يؤدي إلى اضطرابها. وتفرز الغدة الدرقية عدداً من الهورمونات المهمة بكميات دقيقة للغاية، لذلك فإن أي زيادة في إفرازاتها يسبب ما يُعرف بفرط نشاط الغدة الدرقية، بينما يؤدي تناقص إمداداتها من الهورمونات إلى التعرض لمرض يُدعى قصور الغدة الدرقية.
فرط نشاط الغدة الدرقية وقصورها
قال الدكتور ساجد كالاثيل، استشاري الغدد الصمّاء والسكري في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري: “يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عندما تبدأ هذه الغدة بإطلاق مستويات عالية من الهورمونات، الأمر الذي يؤدي إلى تسريع وتيرة عمليات الأيض في الجسم فيسبّب أعراضاً مثل تسارع ضربات القلب، وفقدان الوزن، وزيادة الشهية والقلق. ويمكن علاج هذه الحالة بالأدوية المضادة للغدة وحاصرات بيتا والإجراءات الجراحية. أما قصور الغدة الدرقية، فهو حالة صحية معاكسة تماماً تتناقص فيها إفرازات الغدة من الهورمونات، فيسبّب تراجع معدلات التمثيل الغذائي والإصابة بالسمنة والتعب وعدم القدرة على تحمل درجات الحرارة المتدنية، ويكون العلاج الرئيسي لهذه الحالة هو الهورمونات البديلة”.
تضخّم الغدة الدرقية
وأوضح الدكتور ساجد كالاثيل أن تضخم الغدة الدرقية هو حالة يزداد فيها حجمها عن الطبيعي. وتحدث هذه الحالة بسبب خمول أو فرط نشاط الغدة الدرقية، وأحياناً بسبب نقص اليود في النظام الغذائي. وأشار إلى أن أعراض هذه الحالة تشتمل على ظهور نتوء في مقدّمة العنق تحت تفاحة آدم، والشعور بضيق في منطقة الحلق، وبُحّة في الصوت، والسعال الحاد وفي بعض الأحيان تورّم في عروق العنق. ويتم علاج هذه الحالة باستخدام اليود المشع أو الجراحة عند الحاجة.
أورام الغدة الدرقية
أكد الدكتور كالاثيل أن الغدة الدرقية معرضة للإصابة بالأورام كأي عضو آخر في جسم الإنسان. ومع ذلك، فإن مثل هذه الحالات نادرة الحدوث وعادةً ما يكون تقدّم هذه الأورام بطيئاً مقارنةً بالأورام الأخرى التي تصيب الجسم. لذلك ينبغي دائماً مراجعة الطبيب حال وجود أي أعراض أو الشعور بتغيرات مفاجئة، لأن التشخيص المبكر يعزز فرص نجاح العلاج.
إن أمراض الغدة الدرقية شائعة ويمكن أن تصيب أي شخص في أي عمر. ولكن ثمة مجموعة من العوامل التي تزيد من مخاطر التعرض لهذه الأمراض، منها وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، أو وجود أي من أمراض المناعة الذاتية، أو الإصابة بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو تناول أدوية تحتوي على نسب عالية من اليود. وللتقدّم في السن دورٌ كبيرٌ في مرض الغدة الدرقية، إذ تزداد فرص الإصابة به بعد سنّ الـ 60. وتبقى مراجعة الطبيب الدورية والالتزام بنمط حياة صحي والابتعاد عن التدخين وممارسة الرياضة من أبرز عوامل الوقاية، ليس من أمراض الغدة الدرقية فحسب، بل للحفاظ على الصحة البدنية عموماً.
اترك ردك