عباس يعتزم إرسال وفد إلى اليونسكو لمراجعة المناهج الفلسطينية

وتلتزم السلطة الفلسطينية أمام اليونسكو بإزالة خطاب الكراهية من الكتب المدرسية، لكن الحكومة الإسرائيلية ومنظمة IMPACT-se تتهمان مناهجها الأخيرة بأنها لا تزال تحرض على العنف ومعاداة السامية.

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، أنه سيرسل وفداً فلسطينياً رفيع المستوى إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لمراجعة مناهج التعليم الفلسطينية.

والهدف من ذلك هو استشارة اليونسكو لمواءمة المنهج الفلسطيني مع المعايير الدولية التي اعتمدتها مع الحفاظ على “جوهر الوعي الوطني الفلسطيني”.

ومن المقرر أن يترأس الوفد وزير التربية والتعليم العالي في السلطة الفلسطينية.

وجاء هذا الإعلان بعد مكالمة هاتفية بين عباس والمدير العام لليونسكو خالد العناني الذي تولى هذا المنصب مؤخرا. وذكر عباس أيضًا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي ماكرون في وقت سابق من هذا الشهر أن إصلاح المناهج الدراسية سيبدأ في العامين المقبلين.

وأعلن ماكرون: “اتفقنا على أهمية إصلاح الكتب المدرسية، التي يجب أن تستبعد كل خطاب الكراهية وفقا لمعايير اليونسكو”.

شعار اليونسكو يظهر خلال افتتاح الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مقرها في باريس، فرنسا، 30 أكتوبر 2017. (المصدر: رويترز/فيليب ووجازر)

ولا تزال الكتب المدرسية الفلسطينية تحرض على معاداة السامية

وقد اتهمت الحكومة الإسرائيلية ومختلف المنظمات غير الحكومية مراراً وتكراراً النظام التعليمي الفلسطيني بتطرف التلاميذ وإدامة معاداة السامية.

تقوم المنظمة، معهد رصد السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (IMPACT-se)، بإعداد تقارير عن الكتب المدرسية الفلسطينية منذ عام 1998.

وفي الآونة الأخيرة، قامت IMPACT-se بمراجعة المنهج الدراسي الجديد للسلطة الفلسطينية في غزة في فبراير 2025.

ووجدت أنه على الرغم من التزامات السلطة الفلسطينية تجاه الاتحاد الأوروبي في يوليو 2024، بأنها ستقوم بإصلاح محتواها التعليمي مع الالتزام الكامل بمعايير اليونسكو للسلام والتسامح، فإن “هذه المواد التي تم إنشاؤها حديثًا تحتوي على محتوى معادٍ للسامية يشجع الطلاب على أعمال العنف، المبررة على أسس قومية ودينية، كما تم توثيقه عدة مرات في الكتب المدرسية للسلطة الفلسطينية”.

في عام 2022، كتب الدكتور أرنون جرويس أن تعليم السلطة الفلسطينية له ثلاثة أساسيات. الأول هو نزع الشرعية عن وجود إسرائيل ووجود اليهود ذاته في البلاد، وهو ما يتضمن إنكار تاريخهم ووجود أي أماكن مقدسة يهودية هناك.

والثاني هو شيطنة كل من إسرائيل واليهود، مع ما يترتب على ذلك من آثار تتعلق بصورة اليهود في عيون الأطفال الذين ينحدرون من مجتمع تقليدي. وأخيرا، العامل الثالث هو التحريض وغياب الدعوة للسلام مع إسرائيل.

غروس هو مدير مركز ناحوم بيدين لأبحاث سياسات الشرق الأدنى ومؤلف كتاب “نشأة السلطة الفلسطينية والأونروا: حاجز أمام السلام”.