تصور جديد للضاحية: التعامل معها على غرار التعامل مع المخيمات الفلسطينية

بخطى متسارعة، تتكشّف الأدلة على تحوّل لبنان إلى مستعمرة أميركية – غربية بامتياز، بعدما باتت غالبية مؤسساته الرسمية والأمنية أشبه بضابطة عدلية تنفّذ إملاءات مشروع اجتثاث المقاومة ومعاقبة بيئتها جماعياً. وآخر فصول هذا المشروع تجلّى في خطة إطباق أمني – اقتصادي على الضاحية الجنوبية.

وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن أحد بنود التصوّر الأميركي لـ«لبنان من دون مقاومة وسلاحها»، يقضي بالتعامل مع الضاحية الجنوبية على غرار التعامل مع المخيمات الفلسطينية، عبر استحداث حواجز على مداخل «عاصمة حزب الله»، وإخضاع الداخلين إليها والخارجين منها لتفتيش دقيق، وفرض قيود صارمة على إدخال البضائع والمواد، والتشدّد في التدقيق في مصادرها ووجهتها، وضبط حركة الأموال ومراقبة مصادرها وصولاً إلى وجهتها النهائية. واللافت أن هذه المهمة، وفق المصادر نفسها، «لن تسلّم للجيش اللبناني كمقترح أولي، بل يُعمل على تسليمها لقوة أمنية أجنبية، قد تحمل جنسية عربية».

مشروع خنق الضاحية الجنوبية، يتوازى مع مخطط آخر يتمثّل بإفراغ المنطقة الحدودية الجنوبية. وآخر الصيغ المطروحة لـ«المنطقة العازلة» تقترح تحويل الشريط المحاذي للحدود بعمق ثلاثة كيلومترات على الأقل إلى مساحة خالية من البناء والسكان، أي إلى ما يشبه «أرضاً بوراً».

واللافت أن الأميركيين استخدموا هذا المصطلح تحديداً في محادثاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، وليس منطقة «معامل ومصانع ومنتجعات» كما جرى تقديم الأمر في اليومين الماضيين.