بالمثابرة وصقل الموهبة يمكن تحقيق النجاح والأحلام، هذا ما أثبته الممثل السعودي إبراهيم الحجاج الذي بدأ رحلته في عالم الفن من خلال «الستاند آب كوميدي» عبر منصة «يوتيوب»، لينتقل منها بخطوات واثقة إلى مكان أهم وينضمّ إلى جمعية الثقافة والفنون في الدمام لتطوير موهبته وتنمية قدراته من طريق تلقّيه دورات خاصة بالتمثيل ساعدته في زيادة ثقته بنفسه واحترافه مهنة التمثيل ليشارك بعدها في العديد من المسرحيات والأفلام والمسلسلات. وعلى الرغم من أن الحجاج لا يزال يخطو خطواته الأولى في عالم التمثيل، ولكنه نجح من خلال تقمّصه للشخصيات التي يؤديها ومتابعته لأدق تفاصيلها والاستعانة بخبراء لمساعدته في تطوير الشخصية وتقديمها باحتراف للمُشاهد. كما ساهم إصراره على العمل الجاد في منحه جائزة أفضل ممثل في الدراما التلفزيونية ضمن حفل توزيع جوائز joy awards، والذي أُقيم في كانون الثاني (يناير) الماضي في مدينة الرياض، وذلك عن دور «ريان الفجيري» الذي لعبه في مسلسل «منهو ولدنا»، وقد سلّمته الجائزة على المسرح النجمة التونسية هند صبري.
تحقّق السينما السعودية في الفترة الأخيرة تقدّماً كبيراً ونجاحات ملموسة، تظهر بوضوح من خلال حركة الأفلام والمسلسلات التي تضمّ أسماء كبيرة من النجوم المحترفين إلى جانب عدد من المواهب الجديدة التي تتمتع بالقدرات الرائعة وكانت تنتظر الفرصة، ومن بينهم الحجاج الذي نجح من خلال الأعمال التي قدّمها في إثبات وجوده ضمن نجوم المملكة، وكان آخرها مشاركته في الموسم 19 من مسلسل «طاش ما طاش» الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي، ويتناول قضايا اجتماعية، إضافة إلى فيلم «سطار» الذي حصد أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ السينما السعودية، حيث استمتع الجمهور بأدائه المتقن للشخصية الصعبة التي قدّمها. وعلى الرغم من قُصر عمر السينما في المملكة، إلاّ أنها تشهد تطوّراً سريعاً، وقد تحتاج إلى مزيد من الوقت لتوازي معايير صناعة السينما في العالم العربي، قبل المعايير العالمية، ولكن بحُسن الإدارة والتنظيم والمجهود والقدرات المعتمَدة حالياً، ستتمكن في السنوات المقبلة من أن تنافس وتتصدّر بقوة، وستُحدث اختلافاً وتميّزاً في المشهد السينمائي العربي.
وتعجّ شاشات التلفزة هذا العام بمجموعة متنوعة من المسلسلات الخليجية التي تنافس بقوة على جذب المُشاهد العربي، عبر قضايا تاريخية واجتماعية بمعالجات درامية وكوميدية، واختار الحجاج الانضمام إلى فريق النجم السعودي ناصر القصبي الذي يعود بالمسلسل الشهير «طاش ما طاش» في نسخته الـ19 بعد 12 عاماً من الغياب، وهو مكوّن من 20 حلقة تقدّم كل واحدة منها حكاية جديدة في إطار كوميدي خفيف.
الحصول على جائزة أفضل ممثل عن فئة المسلسلات
تمكّن النجم السعودي الشاب من الحصول على جائزة أفضل ممثل عن فئة المسلسلات في حفلJoy awards وعبّر عن سعادته بهذا الإنجاز قائلاً: «الحمد لله جائزة أفضل ممثل عن فئة المسلسلات، تعني حصولي على جائزة أفضل ممثل في العالم العربي. وهذه الجائزة تعني لي الكثير وهي بمثابة أوسكار للشرق الأوسط. أنا سعيد جداً وممتنّ وفخور بما حققته، وإن شاء الله الآتي أجمل».
وعن هذه الجائزة، قال الحجاج في مقابلة مع مجلة «لها»: «أكيد تعني لي الكثير، ولكن بإذن الله هذه الجائزة ستحفّزني لأصبح أقوى مع الوقت، وأسعى لتعلّم المزيد كي أُمكّن نفسي في عالم التمثيل، وسأستمر في المحاولة لتقديم أداء يليق بهذا المجتمع العظيم الذي يتابعني».
ويُعدّ مسلسل «منهو ولدنا» الكوميدي للمخرج منير الزعبي «وجه الخير» على النجم السعودي، حيث قال: «شخصية «ريان الفجيري» ممتعة، وأنا أحبّه وأعتبره صديقي بالفعل، وهو من أكثر الأدوار التي استمتعت بتقديمها. في الحقيقة، هناك بعض الكركتيرات في التمثيل حين نؤدّيها نشعر بأننا في غاية الاستمتاع، وهذه أسمى حالات التمثيل. وأشكر من كل قلبي المنتج عماد العنزي والمشرف العام خلَف الحربي والشيخ وليد الإبراهيم، وشركة mbc التي لها فضل كبير عليّ في تقديم هذا العمل الناجح، وأنا سعيد جداً به». وعن سبب حصوله على أعلى نسبة من تصويت الجمهور في حفل Joy awards، قال الحجاج: «هو توفيق من الله ورضا الوالدين، ثم اجتهادي وتركيزي في كل عمل أقدّمه، وفي النهاية لكل مجتهد نصيب».
«سطار»… أعلى نسبة إيرادات في تاريخ السينما السعودية
تصدّر فيلم «سطار: عودة المخمس الأسطوري» شبّاك التذاكر السعودي، وحقق أعلى نسبة إيرادات في السينما بالمملكة متفوّقاً بذلك على أهم الأفلام العالمية. ويتحدث الحجاج عن كواليس العمل، معبّراً عن سعادته بنجاح الفيلم وامتنانه لما حققه من صدى واسع بعد أسابيع من عرضه، ويقول في هذا السياق: «أعتقد أن أحد أسباب نجاح الفيلم، هو أنه فيلم سعودي حقيقي، ويتضمن تفاصيل دقيقة عن المجتمع السعودي، وهو ما يجعله قريباً من المُشاهد، وأنا سعيد جداً بهذه التجربة».
ولفت الحجاج إلى أن «شخصية «سعد» في الفيلم لا تشبهني أبداً في الواقع، فهو مصارع ويسعى إلى تحقيق حلم الطفولة ليصبح أحد نجوم المصارعة الحرّة، أما أنا فلم يخطر ببالي هذا الأمر في حياتي الحقيقية، رغم أنني في فترة المراهقة كنت أحبّ هذه اللعبة القتالية، ولكنني لم أحاول أبداً أو أسعى لأن أصبح مصارعاً محترفاً، كما جاء في أحداث الفيلم».
تدريبات شاقة لإتقان فنون المصارعة الحرّة
أما عن الصعوبات التي واجهته في الفيلم، فقد قال الحجاج إن «دور «سعد» كان في غاية الصعوبة، بحيث ظللت لنحو شهرين ونصف الشهر أتدرّب على المصارعة الحرّة مع فريق من الرياضيين المتخصصين في هذه اللعبة، من ضمنهم المصارع نايف المطيري الذي درّبني لفترة من الوقت وكنا نجتمع معاً ونتابع أدّق التفاصيل ونرتّب الحركات لتكون مناسبة للدور».
وأضاف: «بصراحة، «سعد» من أكثر الأدوار التي استمتعت بتقديمها، فأنا أحب الأدوار الصعبة التي تتحدّاني، وشخصية «سعد» وتفاصيل الفيلم وقصّته شكّلت تحديّاً كبيراً لي، أما التحدّي الأكبر فكان من الناحية الجسدية، حيث كان لا بدّ من أن أتدرّب لأكون مصارعاً حقيقياً يمكنه تحمّل الضربات والوقوع على أرض الحلبة، وأن أمتلك اللياقة البدنية الكافية لأنفّذ بعض الحركات القتالية الصعبة بدقّة، فاستمتعت خلال التصوير وأنا أتحدّى نفسي لأتحوّل إلى مصارع حقيقي في نظر الجمهور، وبصدق أحببت هذا الأمر كثيراً».
الرغبة في العودة الى الأعمال الدرامية
وفي ما يخص المعايير التي يعتمدها في اختيار أدواره، قال الممثل الشاب: «أسعى لتكون أدواري جديدة ومتجدّدة، فأنا لا أحب أن أكرر نفسي، وأحاول دائماً في كل دور أن أصنع شيئاً جديداً وأضع بصمة مختلفة عن تلك التي ميّزت أدواري السابقة».
أما عن الشخصية التي يتمنى تجسيدها في فيلم سينمائي، فلفت الحجاج إلى أن «هناك الكثير من الأدوار التي أرغب في تقديمها، ولكن في الفترة الحالية أرغب وبشدّة في العودة إلى الأعمال الدرامية، أي إلى جوّي الذي أحبّ حين قدّمت مسلسل «رشاش»». والعمل عبارة عن محاكاة درامية لقصة مستوحاة من أحداث وقعت في ثمانينيات القرن الماضي، حول رجل عصابات يُدعى «رشاش»، ويمارس نشاطاً إجرامياً كبيراً في السعودية، وينقل الجهود الجبّارة التي بذلتها الأجهزة الأمنية السعودية من أجل الإيقاع به وتقديمه إلى العدالة، وهو من إخراج كولين تيغ، تأليف توني جوردن، وكتب العمل درامياً الشيخة سهى آل خليفة وريتشارد بيلامي.
السينما السعودية لا ينقصها شيء لتنافس وتكتسح العالم
وعن التطوّر الحاصل في السينما السعودية، أشار إبراهيم الحجاج الى أن «السينما السعودية اليوم لا ينقصها شيء، فنحن نملك كل المؤهّلات ولدينا الكثير من المواهب والمخرجين والكتّاب، ونحصل على دعم كبير من المسؤولين والقيّمين، وبالتالي كل شيء موجود لدينا ويمكننا المنافسة، وأجدد مثال على هذا الأمر فيلم «سطار» الذي ينافس مخرجين عظماء وأفلاماً سينمائية ضخمة من بينها الجزء الثاني من فيلم «أفاتار: ذا واي أوف واتر»… وأظن أننا خلال فترة وجيزة لن نكتسح سوق العالم العربي فقط، وإنما العالم كله بإذن الله».
اترك ردك