بقلم المحلل السياسي: علي منصور
خدعت إدارة ترامب إيران من خلال مفاوضات ثنائية حول مشروعها النووي، فظنّت طهران أن التهدئة ستشكّل عاصمًا لها ورادعًا لإسرائيل. غير أن ما جرى لم يكن إلا تمهيدًا استراتيجياً لخنق “الدفاع المتقدم” الذي بنته الجمهورية الإسلامية على مدى عقود.
الأسلوب نفسه كرّرته إدارة بايدن مع لبنان، عبر المبعوث الرئاسي آموس هوكشتاين، الذي ناور دبلوماسيًا باسم التهدئة، فيما كانت إسرائيل تُحضّر لاغتيال أمين عام “الحزب” كمدخل لحرب شاملة، بعد هدنة ٢٣ أيلول التي تبيّن لاحقًا أنها جزء من سيناريو الخداع المتكامل.
من البديهي أن الهجوم لم يكن ليقع دون ضوء أخضر أميركي، ومساعدة تقنية ولوجستية وتعاون استخباراتي، خصوصاً أنه تزامن مع فشل الجولة الخامسة من المفاوضات في عمّان بين إيران والولايات المتحدة. ورغم هذا التصعيد، فإنّ إيران تُحاذر استهداف القواعد الأميركية وتُبقي ردّها ضمن نطاق إسرائيل، تجنّبًا لإعطاء ذريعة لتدخل أميركي مباشر، خصوصاً في ظل الحسابات الانتخابية للرئيس السابق ترامب.
الولايات المتحدة من جهتها ستقف بحزم إلى جانب إسرائيل، تمدّها بالذخائر والمعلومات وتحاول تصفير أثر الرد الإيراني، عبر منظومات الدفاع الجوي المنتشرة في المنطقة. الهدف النهائي: إنهاك إيران في حرب استنزاف جوّية تمهّد لتدخل أميركي مباشر عندما تعجز إسرائيل عن الحسم.
وفي نهاية المطاف، قد تتولّى واشنطن ضرب التحصينات النووية في أعماق الجبال الإيرانية… لكن فقط عندما تُستنزف طهران تماماً، وتُصبح غير قادرة على إيذاء القواعد الأميركية أو الردّ الفعّال
اترك ردك