الموت في لبنان بات مكلفا جدًا.. تكاليف الدفن بالدولار والقبر المستخدم أرخص سعرًا!

نعيش في بلدٍ حتّى الموت فيه أصبح همًّا، هذه كانت اولى كلمات عماد ابن قريةٍ جنوبيةٍ في لبنان، مؤكّدًا أنّ من مات في فترة كورونا “ارتاح من الهمّ والغمّ”.

وتابع في حديثه للدّيار: قديمًا كان الميت يُدفن في أرضه من دون أيّ تكاليف، لكنّ اليوم عمليّة دفن الموتى باتت من أكثر التقاليد تكلفةً على المواطن وأهله، إذ بات حفر القبر الواحد حوالي المليوني ليرة في حال كان قد دفن فيه سابقًا أحد الأموات في سنواتٍ سابقةٍ. أمّا القبر الجديد، تبلغ تكلفته حوالي 150 إلى 180 دولارا يضاف إليها مهمة تجهيز الميت بالغسل والكفن التي تبلغ كلفتها حوالي 130 دولارًا.

خسرتُ عمّي أيام كورونا، حيث تم دفنه بعد موته سريعًا، خوفًا من تفشي الفيروس طبعًا في المكان. لم نصلّي عليه بالطّريقة اللازمة، ولا حتّى أمّنا “لقمة الرّحمة” وهي عبارة عن ساندويشات ومشروبات غازية ومياه وصحن الرز مع الدجاج، لأنّ الناس في حينها لم تكن قادرة نهائيًا على التحرك من منزلها خوفًا من المرض واحترامًا للمعايير التي كانت عليها احترامها. كانت تكاليف موت عمّي قليلة للغاية، فعلًا كان حظّه جميلًا في هذا البلد، لأنه تمكّن من تسديد فواتير موته.

يعتبر فؤاد، ابن البقاع أنّ الحياة في لبنان باتت أفضل من الموت فيه، نسبةً للتكاليف الكثيرة التي عليه تأمينها لمراسيم الدفن. ويؤكد للدّيار أنّ سعر التابوت تخطّى الـ300 دولار وأنّ هناك الكثير من العائلات أصبحت اليوم تكتفي بتقبل التعازي في الكنيسة لدى الطائفة المسيحية، نظرًا للارتفاع الجنوني في تكاليف الدفن.

ويؤكد أنّ أجرة سيارة نقل الدفن تختلف من منطقة إلى أخرى، كمثلًا في البقاع حوالي الـ80 دولار، أو بحسب بعد وقرب الضّيعة. وطبعًا تختلف الفاتورة لو نقل الميت إلى مدافن داخل زحلة، أو خارجها وإلى المناطق المجاورة، وكلّما كان المكان أبعد، كلّما الفاتورة ارتفعت. أمّا نقل الميت في بيروت تتراوح تقريبًا ما بين 100 والـ120 دولارا. ضف إلى ذلك تكاليف المطبعة التي أيضًا تستوفي أجرها بالدّولار لافتًا إلى أنّ كل 100 نسخة بـ12 دولارا.

(الديار)