تحت عنوان “قرار دولي يسرّع التنقيب في البلوك 9” كتبت ايفا أبي حيدر في الجمهورية:
من اليوم إلى حين الإعلان رسمياً عن نتائح الحفر في البئر الاستكشافية في البلوك رقم 9، يبقى منسوب التفاؤل في خانة التوقعات. الّا انّ الأكيد، انّ الاستعدادات التي تسبق الحفر تسير بجدّية وسرعة، بعيداً من أي تسويف، مدفوعة بضغط دولي للسير قدماً في التنقيب عن النفط في لبنان.
بعدما أشاع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض اجواء تفاؤلية الاسبوع الماضي في موضوع التنقيب عن النفط، بإعلانه انّ «الحقل واعد»، وذلك إثر مشاركته في جولة نظّمتها سفينة المسح «جانوس 2» التي أجرت المسح البيئي للحقل، استغربت اوساط متابعة هذا التصريح، خصوصاً انّ المسح البيئي يقتصر على جمع صوَر لقاع البحر وأخذ عيّنات من المياه والرواسب، ومراقبة الكائنات البحريّة في المنطقة، وبالتالي لا يفترض انّها قدّمت معلومات عن مكامن الغاز.
الّا انّ مصادر مطلعة كشفت لـ»الجمهورية»، انّ مصدر معلومات الوزير فياض مستقاة من شركة «توتال انرجيز» نفسها. فهي متفائلة جداً بالمكامن الموعودة، وانّ الحظوظ بتوفر مكمن تجاري مرتفع جداً. وتابعت المصادر: «صحيح انّ حظوظ إيجاد مكامن نفطية في حقل قبل البدء بالتنقيب لا تتجاوز عادة الـ 20%، الّا انّ هذه المرة الشركة متفائلة جداً، والحظوظ بإيجاد مكامن مرتفعة جداً، لكن يبقى الأهم اكتشاف موقع الحقل والمخزون». وأكّدت المصادر، انّ المعطيات تشير إلى انّ كميات الغاز المتوقعة في الحقل رقم 9 أكبر بكثير مما كان يتوقع ايجاده في الحقل رقم 4، مستندين في ذلك خصوصاً إلى موقعه الذي يبعد نحو 5 كلم عن حقل «كاريش».
واوضحت المصادر، أن لا علاقة للمسح البيئي لا من قريب ولا من بعيد بتحديد مكامن الغاز، انما هو يندرج ضمن سياسة «توتال»، التي تحرص على مراقبة المسح البيئي قبل وبعد الحفر، كي تتأكّد لدى الانتهاء من الحفر انّ كل شيء لا يزال على حاله، وانّ الحفر لم يتسبب بأي أذى بيئي.
وكشفت المصادر نقلاً عن جهات سبق لها ان تعاونت مع «توتال» في بلدان غير لبنان، انّها لمست جدّية كبيرة هذه المرة من قِبل «توتال» في التعاطي مع ملف التنقيب عن النفط في البئر الاستكشافية في البلوك 9 في لبنان، فهي تستعجل تنفيذ كل المراحل المطلوبة قبل البدء بالحفر، مدفوعة بضغط دولي من قِبل كل من فرنسا واميركا، من اجل الاستعجال بالتنقيب، بما يستبعد اي نظرية تتحدث عن التسويف في هذا الملف. واشارت المصادر، إلى انّ اسرائيل تضغط بدورها من اجل المطالبة بحصتها الموعودة في البلوك 9.
وأكّدت، انّ مبدأ التسريع في التنقيب عن النفط في البلوك 9 الذي تعتمده «توتال»، لا يعود فقط إلى الجدوى الاقتصادية والتجارية المتوقعة منه، والتي تؤكّد التقديرات انّها واعدة جداً، انما هو ناتج خصوصاً من قرار سياسي دولي يضغط باتجاه السير سريعاً بملف التنقيب، وشركة «توتال» تعمل ما بوسعها لتلبية المطالب الدولية. فالثروة النفطية الموجودة في لبنان ليست فريدة من نوعها في العالم كي يُمارس كل هذا الضغط على الشركة للإسراع في التنقيب، خصوصاً انّه سبق ورأينا ما حصل في البلوك 4، وكيف انّها استعجلت إغلاق الملف والانسحاب من لبنان يومها، انما الشركة تستعجل التحضيرات للبدء بعملية التنقيب بسبب الجدّية الدولية حيال هذا الملف.
اترك ردك