محاضر التحقيقات مع 18 صرّافاً ومضارباً: هكذا كنّا نراهن لرفع سعر الدولار! أحدهم أقر بأنّه وحده كان يُسلّم المصرف المركزي يومياً مبلغاً يتراوح بين 8 و 12 مليون دولار

تحت عنوان محاضر التحقيقات مع 18 صرّافاً ومضارباً: هكذا كنّا نراهن لرفع سعر الدولار، كتب رضوان مرتضى في الأخبار:

انقضى أسبوعان على توقيف الصرّافين المشتبه فيهم بالمضاربة على الليرة ما أدى إلى تدهورها سريعاً وتحقيقهم أرباحاً مالية ضخمة. التوقيف جاء بعد تعميم للمدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات بداية الشهر الجاري استنابات قضائية فورية للأجهزة الأمنية كافة لإجراء التعقبات والتحقيقات الأولية لملاحقة الصرّافين والمضاربين على العملة الوطنية والتسبب بانهيارها. إلا أنّ الدولار واصل الارتفاع، ما استغلّه الصرّافون الموقوفون والفارّون على حدٍّ سواء للزعم بأن لا علاقة لمضارباتهم برفع سعر الصرف. غير أن تحقيقات محققي فرع المعلومات مع 18 صرّافاً وثّقت قيام هؤلاء بالتلاعب بالعملة عبر المقامرة لتحقيق أرباح أكبر. وكشفت التحقيقات أنّ بعض مجموعات الواتساب كانت وراء الارتفاع بوتيرة سريعة، وأنّ أعمال عدد من الموقوفين لا تندرج في خانة الصرافة، بل تتعداها إلى المضاربة على العملة الوطنية. وتبين أنّ الموقوفين هم مجموعة من عدد يصل إلى ألف صرّاف ينشطون على تطبيقات الواتساب وينتشرون على كافة الأراضي اللبنانية. وبخلاف ما يُشاع عن حجم الكتلة النقدية التي قد يتحكم بها بضعة صرافين، تبيّن أنّ حاجة المصرف المركزي الشهرية للدولار تتراوح بين 250 و 400 مليون دولار. وقد أقرّ الصرّاف، علي نمر الخليل، أنّه وحده كان يُسلّم المصرف المركزي يومياً بين 8 إلى 12 مليون دولار.

اطّلعت «الأخبار» على محاضر التحقيقات مع 18 صرّافاً غير شرعي مشتبه فيهم بأنهم «يقومون بأعمال مضاربة على العملة الوطنية ومراهنات ومزايدات تؤدي إلى رفع سعر الصرف»، وتقول المحاضر إن الموقوفين اعترفوا بأن أعمال المضاربة التي يقومون بها هي سبب رئيسي لرفع سعر صرف الدولار. مع تقديمهم الروايات التي تكشف الطرق التي يستخدمها المضاربون كلعبة قمار حيث يتّفقون في ما بينهم لرفع سعر الدولار ليرتفع فوراً على تطبيقات السوق الفورية للصرف.

القوى الأمنية ضبطت مع الصرّافين غير الشرعيين الموقوفين، عشرات مليارات الليرات ومئات ألوف الدولارات. وهم يديرون مجموعات على تطبيق «واتساب» تنقسم إلى مجموعات سوق الصرف الفوري ومجموعات «سوق الكشف». ومن أبرزها «مجموعة العاصمة» التي تحوّلت إلى ألعاب مقامرة ومراهنة هدفها المضاربة على الليرة لخفض سعرها أمام الدولار بهدف تحقيق أرباح طائلة. وغالباً ما يكون سعر الدولار على مجموعات الكشف أعلى من سوق السعر الفوري الذي لا يلبث أن يلحق به. وما إن يعلم هؤلاء بحاجة المصرف المركزي للدولار، حتى يحول الصرافون إلى مضاربين، وتبدأ المزايدة على سعر الصرف على مجموعات الكشف، ما يعني عملياً، أنهم يسجلون طلبات وهمية كبيرة على الدولار في ما يشبه المراهنة على ارتفاع سعره ما كان يؤدي فوراً إلى زيادة سعر الدولار. وهذه الطلبات على سوق الكشف تحدد سعر صرف للدولار يفوق سعر صرفه الحقيقي في السوق ما تنتج منه مضاربة تؤثر في السوق وترفع سعره. وكانت هذه المزايدة تتسبب برفع سعر الصرف عدة آلاف ليرة للدولار في اليوم الواحد.

وكشفت التحقيقات أنّ معظم هؤلاء كانوا يعملون لمصلحة مصرف لبنان المركزي عبر أربعة وكلاء كلّفهم حاكم المركزي بجمع الدولار لمصلحته، وهم شركة OMT عبر يوسف الباشا وشركة Bob finance عبر مايكل عبد النور وشركة Cytex عبر خليل أمهز وبنك الاعتماد عبر سليم الخليل. وتبين أنّ أبرز مجموعات سوق الصرف الفورية التي ينشط فيها عدد من الصرّافين الشرعيين فئة «أ» وفئة «ب» هي: «المعتمدة»، «سوق الضنية»، «مركزية الملك»، «المركزية الأقوى»، «المنصة»، «الهلال الأقوى»، «vip plus» و«مجموعة لبنان».

أما سوق الكشف فهي تلك التي تنشط للمراهنات والمزايدات وتهدف إلى رفع سعر الصرف بشكل كبير على مجموعاتها وهمياً بهدف رفعه في سوق الصرف الفورية لجني مبالغ مالية كبيرة. وقد تبين أنّ المضاربين كانوا يحجزون عمليات شراء الدولار لعدة أيام متتالية عبر تثبيت طلب مبالغ كبيرة بسعر صرف يفوق سعر صرف السوق السوداء بعدة آلاف من الليرات. هذا الطلب غير الطبيعي على سوق الكشف ينتج منه ارتفاع في سوق الصرف الفوري بشكل جنوني. أما هذه المجموعات فهي: «العاصمة»، «الجنوب»، «٧٢»، «الروليت»، «Bingo»، «بيروت الكشف». ويبلغ عدد أبرز المشتبه فيهم بالتورط في المضاربة نحو عشرين شخصاً هم: علي نمر الخليل، عيسى كنج، محمد بكري، حسان ناصر ملقب بـ «أبو حسن سقّيلو»، مصطفى حنجول، محمد منصور ملقب بـ «الصعصاع»، حسين خليفة، رضا حاطوم الملقب بـ «أبو جعفر»، شربل عقيقي، حسن فتوني ملقب بـ «بطل Cytex»، أيمن فتوني، أسامة ياسين الملقب بـ «الشيخ»، يحي أبو سكينة، أحمد الزين، عبد الرحمن جمعة، عثمان أحمد، مصطفى حسون الملقب بـ «ملك العملة الصعبة»، نزيه فراشة، رامي حسن.

وقاطع المحققون هذه الأسماء مع ما ورد في إفادات معظم الصرّافين الموقوفين الذين أكّدوا أنّ «كبار الصرّافين» و «رؤساء المجموعات» هم من يتحكمون بأسعار العرض حيث يُثبتون واتهموا كلاً من: علي نمر الخليل ومحمد بكري وأبو سمير وأحمد الزين وحسين مرمر الملقب بـ «الإدعشري» وآخرين بالوقوف خلف هذه العمليات.

أقرّ أحد الصرّافين بأنّه وحده كان يُسلّم المصرف المركزي يومياً مبلغاً يتراوح بين 8 و 12 مليون دولار

لقراءة المقال كاملًا: https://al-akhbar.com/Politics/357097