إسرائيل تكثف هجماتها على حزب الله في لبنان بعد مقتل أكثر من 550 شخصا

قالت إسرائيل الثلاثاء إنها كثفت حملتها الجوية في لبنان بعد يومين من الغارات الجوية التي استهدفت ميليشيا حزب الله الشيعية مما أدى إلى مقتل أكثر من 550 شخصا بينهم رئيس صواريخ وموظفان في وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، بحسب مصادر عسكرية، “لا ينبغي لنا أن نترك حزب الله يرتاح. يتعين علينا أن نواصل العمل بكل قوتنا”.

وأضاف أنه سيتم تكثيف الهجمات ونشر المزيد من القوات العسكرية.

وقالت القوات الجوية الإسرائيلية إنها ضربت “أهدافا إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك منصات إطلاق ومواقع البنية التحتية الإرهابية والمباني التي يتم تخزين الأسلحة فيها”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقا أنه قتل مسؤول الصواريخ في حزب الله في منطقة الغبيري بضاحية بيروت الجنوبية.

وقالت المصادر إن إبراهيم القبيسي كان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل وعن شن هجمات على المدنيين. وأضافت المصادر أن قادة آخرين في وحدة الصواريخ قتلوا إلى جانب القبيسي.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 15 آخرون في الغارة. وذكر شهود عيان أن طابقين من أحد المباني دمر، وأظهرت مقاطع فيديو تصاعد سحب كبيرة من الدخان.

الميليشيا ترد

في هذه الأثناء، شن حزب الله، المتمركز في لبنان والمدعوم من إيران، المزيد من الهجمات على شمال إسرائيل.

وقالت الميليشيا إنها أطلقت وابلاً من الصواريخ على القواعد العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الصواريخ الثقيلة من طراز فادي 1 وفادي 2.

وقالت الجماعة المدعومة من إيران إنها استهدفت قواعد بالقرب من مدينة حيفا الإسرائيلية ومطارا عسكريا غربي العفولة ومواقع أخرى بما في ذلك بلدة روش بينا.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه سجل إطلاق نحو 215 قذيفة على أراضيه، مضيفا أن حزب الله أطلق أكثر من 8800 صاروخ وطائرة بدون طيار في أقل من عام.

وحتى التصعيد الأخير، كان حزب الله يستخدم بشكل أساسي الصواريخ الصغيرة والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل.

أيام قاتلة في لبنان

وارتفع عدد القتلى في يومين من الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان إلى 558 قتيلا، فيما أصيب نحو 1835 آخرين، بحسب وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض.

وقال إن نحو 50 طفلا كانوا بين القتلى. وأضاف الأبيض الذي يشغل منصب وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال أن المصابين يتلقون العلاج في أكثر من 54 مستشفى ومركزا طبيا في مختلف أنحاء بيروت وجنوب لبنان.

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن اثنين من موظفيها قتلا في غارات إسرائيلية في لبنان، مضيفة أنها “غاضبة وحزينة للغاية” بسبب هذه الوفيات.

وقالت المفوضية في بيان إن دينا درويش، من مكتبها في البقاع شرقي لبنان، توفيت بعد أن قصف صاروخي إسرائيلي المبنى الذي كانت تقيم فيه الاثنين.

وأضاف البيان “تم إنقاذ زوجها وأحد أبنائها ويتلقون العلاج في المستشفى بعد إصابتهما بجروح خطيرة. وتم العثور اليوم بشكل مأساوي على جثتي دينا وابنها الأصغر”.

وأضافت أن علي بسمة، الذي كان يعمل أيضاً في مكتب المفوضية في مدينة صور بجنوب لبنان، تأكد مقتله اليوم الاثنين.

ومع اقتراب الحرب في غزة من ذكراها السنوية الأولى، تشكل الهجمات الإسرائيلية تصعيداً دراماتيكياً للصراع مع حزب الله في الشمال.

وفي ضربة أخرى قوية لحزب الله الأسبوع الماضي انفجرت مئات من أجهزة النداء واللاسلكي التي يستخدمها أعضاؤه في مختلف أنحاء لبنان. ونسب العديد من المراقبين الهجوم إلى إسرائيل، رغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها رسمياً عن الهجوم.