قال الأطباء في أحد المستشفيات الأخيرة العاملة في مدينة الفاشر السودانية المحاصرة إنهم اضطروا إلى إغلاق المنشأة بعد تعرضها للهجوم.
ويحظى المستشفى بدعم منظمة أطباء بلا حدود الطبية الخيرية التي وصفته بأنه المستشفى الوحيد المتبقي في الفاشر حيث يمكن للمدنيين المصابين أن يتلقوا العلاج.
ومنذ عدة أيام، ترددت أنباء عن سقوط قذائف على المستشفى الجنوبي بالمدينة، مما أدى إلى وقوع إصابات ووفيات.
لكن شهود عيان يقولون الآن إن مقاتلين من قوات الدعم السريع شبه العسكرية دخلوا المنشأة.
وفي يوم السبت، توجهوا بالسيارة إلى المستشفى وفتحوا النار، ونهبوا الأدوية والمعدات الطبية، وسرقوا سيارة إسعاف واعتدوا على الموظفين.
وقال ماكسيميليان كوالسكي، رئيس بعثة المنظمة الخيرية الطبية في السودان، لبي بي سي نيوزداي: “بسبب الفوضى، لم يتمكن فريقنا من التحقق مما إذا كان هناك أي قتلى أو جرحى”.
“المستشفى قريب حقًا من خط المواجهة، لذا سيظل مغلقًا في الوقت الحالي”.
ويقول السيد كوالسكي إن إمدادات الوقود والكهرباء والمياه لا تعمل بعد في مستشفى قريب متهالك، حيث تضطر منظمة أطباء بلا حدود إلى نقل عملياتها في الفاشر، مما يترك المدنيين المصابين بلا مكان يذهبون إليه لمدة أسبوع على الأقل.
ويعد هجوم السبت علامة أخرى على عدم وجود قواعد للحرب الأهلية السودانية.
كما اتُهم الجيش الوطني السوداني، الذي يقاتل قوات الدعم السريع خلال العام الماضي، بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق.
لكن في هذه الحالة، أجبرت قوات الدعم السريع مستشفى كان يعالج فيه المدنيون على الإغلاق.
وتفيد التقارير على نطاق واسع أن القوة شبه العسكرية مدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما ينفيه المسؤولون هناك.
وفي جميع أنحاء البلاد، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 15 ألف شخص قُتلوا منذ بدء الصراع في أبريل 2023، بينما أُجبر ما يقرب من تسعة ملايين على الفرار من منازلهم – وهو عدد أكبر من أي صراع آخر في العالم.
وسيطرت قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة، جنوب العاصمة الخرطوم، في ديسمبر/كانون الأول، واتهمت بارتكاب العديد من الانتهاكات ضد المدنيين هناك، وهو ما تنفيه.
وفي الأسبوع الماضي، قُتل ما لا يقل عن 150 شخصًا، بينهم 35 طفلًا، على يد قوات الدعم السريع في قرية ود النورة بولاية الجزيرة.
وفي دارفور، قالت جماعات حقوق الإنسان إن قوات الدعم السريع تستخدم الاغتصاب كسلاح حرب، وتستهدف المساليت ذوي البشرة الداكنة وغيرهم من الجماعات غير العربية في حملة تطهير عرقي.
وفشلت عدة جولات من محادثات السلام في إنهاء الحرب التي بدأت عندما اختلف الجنرالان اللذان يقودان الجيش وقوات الدعم السريع على التوالي.
وتقول وكالات الأمم المتحدة إن القتال أثار أكبر أزمة نزوح في العالم، وأن الملايين يواجهون كارثة جوع نتيجة لذلك.
المزيد من قصص بي بي سي عن الحرب الأهلية في السودان:
اذهب إلى BBCAfrica.com لمزيد من الأخبار من القارة الأفريقية.
تابعنا على تويتر @BBCAfrica، على الفيسبوك في بي بي سي أفريقيا أو على الانستغرام على bbcafrica
اترك ردك