سارة ليندسي: حُبّ الذات أساسي في اللياقة البدنية

سارة ليندسي رياضية محترفة، متأهّلة ثلاث مرات الى الألعاب الأولمبية، ومن أشهر المدربين الشخصيين في العالم وأكثرهم شعبيةً بين النجوم أمثال بيرس مورغان، وإيلي غولدينغ، وميل بي، وبيكسي لوت، والبروفيسور غرين، وشيريدان سميث وغيرهم، ومالكة استوديوهات “رور” ROAR للياقة البدنية في لندن والإمارات العربية المتحدة.

تشدّد سارة على أهمية حُبّ الذات للحصول على نتائج إيجابية عند اتخاذ قرار بتحويل شكل الجسم إلى الأفضل. في هذا اللقاء، تحدّثنا سارة عن حب الذات وكيفية فعل ذلك من خلال روتين اللياقة البدنية…

– كيف تعرّفين حب الذات وكيف يمكن الشخص تنميته؟

قد يكون حب الذات مفهوماً معقّداً، لكنه بالنسبة إليّ يتلخص في الإحساس بأن كل شخص يستحق الأشياء التي يريدها.

– كيف تؤثر العلاقة بين العقل والجسم في تحقيق العافية الشاملة؟

ثمة ارتباط قوي جداً بين العقل والجسم، وأعتقد أن القوة البدنية تنعكس في مختلف مجالات الحياة، ولذلك فإن الثقة النابعة من القوة الجسدية والقدرات البدنية تجعل حتماً الشخص أكثر ثقةً في مجالات أخرى. فمن أول فكرة تخطر في البال صباحاً، إلى كيفية التواصل مع الناس، ولغة العينين، والوضعية البدنية، ولغة الجسد… يستجيب كل شخص بطريقة مختلفة. ولذلك يجهل الكثيرون سبب حصول تبدّلات كثيرة في حياة الأشخاص. أقول إن الثقة في النفس والإيمان في القدرات الذاتية سيؤثران حتماً في مستوى الثقة في مختلف مجالات حياتك.

– كيف يؤثر حب الذات في النتائج الإيجابية لتمارين اللياقة البدنية؟

حب الذات أساسي في رحلة اللياقة البدنية. وعند الشروع في روتين جديد للياقة البدنية، يعمد كل شخص إلى ممارسة التمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي لأنه يحب نفسه وليس لأنه يكره نفسه. وهناك الكثير من الأشخاص الذين يبدأون روتيناً محدّداً في اللياقة البدنية لأنهم لا يحبون أشياء معينة في أنفسهم ويريدون تغييرها. لكنني أنصح جميع الأشخاص بالشروع في روتين للياقة البدنية، ليس بدافع الواجب وإنما لأنهم يستحقون ذلك ويحبون أنفسهم!

– يضع العديد من الأشخاص أهدافاً كبيرة نصب أعينهم عند الشروع في روتين للياقة البدنية، لكنهم ينتقدون أنفسهم بشدة إذا أخفقوا في تحقيقها. كيف يمكن تحقيق التوازن بين تحديد الأهداف وحب الذات؟

أعتقد أن السعي وراء أهداف كبيرة هو أمر رائع. فما الفائدة من السعي وراء أهداف يسهُل تحقيقها؟ أين التحدي في ذلك؟ لكن في المقابل، علينا أن نعترف بأن الإخفاق وارد أيضاً، وهو جزء أساسي ضمن الجهود المبذولة لتحقيق الأفضل.

يختلف كل شخص عن الآخر، بحيث يتفاعل ويستجيب بشكل مختلف للظروف والتحديات. وجميع الأشخاص يمرّون بظروف وتجارب مختلفة، وهذا سيغير حتماً نظرتهم إلى أشياء كثيرة، لكنني أعتقد أن التجارب تستحق العناء. أنصح كل شخص بتحديد أهداف معينة وبمحاولة تحقيقها، وإذا لم يتمكن من القيام بذلك، فلا بأس! وإلا لن يشعر أبداً بالرضا عندما يحقق أهدافه.

المسألة أشبه باختبار للذات، علماً أن ما من أحد مثالي، ويمكننا جميعاً أن نخطئ ونقوم بأشياء لم تكن في الحسبان، لكن علينا التجربة مراراً وتكراراً لمعرفة ما يناسبنا.

– بالإضافة إلى التمارين الرياضية، ما هي الشروط الأخرى الضرورية للصحة الجيدة؟

يتعين على كل شخص الانتباه إلى صحته الإجمالية. فإذا لم يكن جسمك سليماً، لن تتمكن من تحقيق أهدافك مهما بذلت جهوداً في التمارين واللياقة البدنية. ولذلك نوصي جميع الراغبين في تحسين أجسامهم بعدم الاكتفاء فقط بممارسة الرياضة، وإنما عليهم أيضاً تناول الطعام الصحي، مما يؤثر في جودة النوم وجمال البشرة ومستويات الطاقة وعمل الدماغ. فعند تناول الطعام الصحي والمتوازن، تتحسن صحة الأمعاء والهورمونات، وبعد أسابيع قليلة فقط، تتحسن الصحة الإجمالية بشكل كبير. ولا نغفل طبعاً أهمية شرب الماء بانتظام، لأن لذلك تأثيراً كبيراً في الصحة.

– يؤثر الإجهاد سلباً في الصحة العامة. كيف يمكن السيطرة على التوتر من خلال الرياضة، وما هي نصيحتك للذين يعانون دائماً من التوتر؟

عند الإحساس بالتوتر، يطلق الجسم هورمون الكورتيزول, لكن هذا الهورمون يمكن استخدامه بمثابة مصدر للطاقة عند ممارسة التمارين الرياضية، ولا داعي بالتالي لتقليل مستوياته قبل ممارسة التمارين. لهذا السبب قد يكون فنجان القهوة قبل التمارين أمراً جيداً، لأن الكافيين يرفع مستوى الكورتيزول. وعند الإحساس بالتوتر، يوصى الأشخاص غالباً بممارسة التمارين الرياضية، لأنها الحل المثالي للتخلص من التوتر واستعادة الطاقة والتركيز.