لطالما كانت الموضة وسيلة للتعبير عن الذات، ونجحت مرات عدة في كسر الحدود والاستحواذ على روح العصر والتطور للدلالة على المكانة الاجتماعية أو التعبير عن المقام. وقد نجحت مجموعة من النساء الأيقونيات في ترك بصمة أساسية واستثنائية غيّرت مفهوم الأناقة والجمال في العالم بحيث ساعدن في تغيير الثقافة لناحية المكياج وطرق ارتداء الملابس على مرّ السنين.
سعاد حسني Soad Hosny
ستظل الفنانة سعاد حسني «سندريلا الشاشة» وأيقونة الجمال والدلال على مرّ الزمان، ورغم أنها لم تتقيد بكثير من أسس الحياة الصحية، لم تكن البسمة تفارق شفتيها، وكانت تشعر أن الجمال ينبع من السعادة الداخلية. اشتُهرت سعاد حسني بمكياجها اللافت الذي ركّز خصوصاً على العينين (Cat Eye Makeup)، مع إبراز خط الآيلاينر السميك واستخدام الرموش الاصطناعية على الجفنين العلوي والسفلي والاكتفاء بأحمر الشفاه النيود. وكانت تلجأ في بعض الأحيان إلى أحمر الشفاه باللون الأحمر الساطع، والذي تميّزت به، خصوصاً في فيلم «شفيقة ومتولي». ولا ننسى طبعاً البلاش الوردي الذي عشقته السندريلا لتلوين وجنتيها.
فاتن حمامة Faten Hamama
«سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة حرصت على الاهتمام برشاقتها على الدوام، بحيث لم تكن تتناول السكر إلا قليلاً جداً إذا اضطرتها الظروف لتذوّق قطعة حلوى. وكانت تشرب الشاي والقهوة من دون أية إضافات، وتحرص على ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على رشاقتها.
كما تميّزت فاتن حمامة ببشرتها البيضاء، وابتعدت عن استخدام كريمات الأساس السميكة، بل اكتفت بالبلاش الوردي المائل إلى الأحمر لتلوين وجنتيها. وبالنسبة إلى أحمر الشفاه، فقد اختارت فاتن حمامة اللون الوردي الهادئ رغم نعومة شفتيها، ولم تفكر يوماً في تكبيرهما بواسطة المكياج.
إلا أنها حرصت في المقابل على إبراز جمال عينيها على الدوام، بحيث كانت تؤطّر عينيها بالكحل الأسود، وتغلّف رموشها بالماسكارا السوداء. واعتمدت فاتن حمامة دوماً الشعر الأسود القصير مع غرّة قصيرة على الجبين لإبراز وجهها الجذاب.
جاكي كينيدي Jackie Kennedy
جاكلين أو جاكي كينيدي Jackie Kennedy زوجة جون إف كينيدي، الرئيس الـ53 للولايات المتحدة الأميركية، تميزت ببشرتها النقية وشعرها الأملس وجمالها الطبيعي البعيد من أية تدخلات جراحية أو تجميلية. وحافظت جاكي على جمالها لعقود عدة حتى أصبحت رمزاً للأناقة. كما اشتُهرت بإطلالاتها الأيقونية التي لا تزال تلهم الكثير من النساء صاحبات الذوق الكلاسيكي والأنثوي الأنيق. واعتمدت غالباً المكياج الخفيف البعيد من المبالغة. واختارت تسريحات شعر مختلفة في كل إطلالة لها، لكن الحجم الكبير كان القاسم المشترك بينها، بالترافق مع الغرّة الأمامية، وكانت واحدة من أبرز أيقونات الجمال.
أودري هيبورن Audrey Hepburn
قد يصحّ القول إن أودري هيبورن كانت سبب الهوس بالفستان الأسود القصير، إذ إن إطلالتها الكلاسيكية الرائعة والشهيرة من «بريكفاست آت تيفانيز» Breakfast at Tiffany’s عام 1961 هي إحدى أشهر صور هوليوود القديمة. والإطلالة عبارة عن فستان بسيط من «جيفنشي» Givenchy بقصةٍ ضيقة، مع عقدٍ ثلاثي من اللؤلؤ، ونظاراتٍ شمسيةٍ كبيرةٍ، وأقراطٍ مرصّعة بالألماس، وحامل سجائر طويل سيبقى إلى الأبد مرتبطاً بإطلالةٍ أودري هيبورن.
لم يكن هذا الفستان الوحيد الذي جمع بين هيبورن وجيفنشي، لأن هوبير دي جيفنشي صمّم العديد من أزياء هيبورن الشهيرة، وعمل معها لأول مرة في مجموعة الأزياء الخاصة بفيلم «سابرينا» عام 1954، حيث لعبت هيبورن دور مراهقة تسافر إلى باريس وتتحول إلى امرأة أنيقة.
ثم تعاون جيفنشي مع هيبورن في فيلم Funny Face عام 1957 حيث صمّم الملابس الخاصة بشخصية «جو ستوكتون»، ولا سيما فستان الزفاف الذي ارتدته هيبورن في نهاية الفيلم. وقد أصبح هذا الفيلم مرجعاً للموضة الكلاسيكية الأنيقة. وتعاون الاثنان مجدداً في الفيلم الأسطوري Diamonds on the Couch 1961، الذي رسّخ هيبورن في صدارة تاريخ الموضة في هوليوود.
ومنذ لقائهما الأول في خمسينيات القرن الماضي، أصبح جيفنشي وهيبورن صديقَين حميمين، لدرجة أن الممثلة وصفت المصمّم بأنه «أفضل صديق لها»، فيما قال جيفنشي إنه يعتبرها أخته. وقد اختارت هيبورن دائماً تصاميم جيفنشي لأفلامها، ونادراً ما شوهدت ترتدي ملابس مصمّم آخر.
ديانا روس Diana Ross
كانت ديانا روس الصورة المثالية لسحر سبعينيات القرن الماضي، بحيث كانت تؤدي عروضها الغنائية ببدلات لامعة مع تسريحات شعر مميزة. وقد سلّطت ديانا ضوءاً إيجابياً على مصطلح «ديفا» وطمست الخط الفاصل بين الأزياء الراقية والملابس اليومية لتكون واحدة من أيقونات الموضة ذوات التأثير الكبير.
ولا شك في أن إطلالات ديانا روس الدراماتيكية والفريدة أثّرت في عدد كبير من النساء اليافعات منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم. أما جمال ديانا فكان لافتاً أيضاً إذ تمتّعت بعينين دراماتيكيتين محدّدتين بالآيلاينر القوي مع رموش اصطناعية. كما تطوّرت تسريحة شعرها مع الوقت بحيث انتقلت من الشعر القصير الكاريه والمبعثر الى تسريحة الأفرو، أي الشعر المجعّد بحجم كبير.
مارلين مونرو Marilyn Monroe
لا يمكننا التحدّث عن أيقونات الموضة والجمال من دون أن نذكر اسم مارلين مونرو التي أعطت مفهوماً جديداً للأنوثة الجذّابة. فقد ساعدت مارلين بقوامها الرشيق وملابسها الفاتنة على ابتكار موضة جريئة وخلقت إرثاً لا يزال حياً حتى اليوم.
كما تميزت مارلين مونرو بجمالها واشتُهرت بالشفتين الحمراوين والشعر البلاتيني المميز، وبشرتها دائمة النضارة بحيث كانت تعتمد روتيناً جمالياً محدداً، وتختار وصفات طبية مُعدّة خصيصاً لها. وكانت تحمي بشرتها من الشمس وتضع طبقات سميكة من الفازلين قبل بسط المكياج لمساعدة البشرة على التقاط الضوء. ولجعل شفتيها أكثر امتلاءً، كانت تضع 5 درجات مختلفة من أحمر الشفاه لخلق أبعاد مختلفة. وكانت مونرو تضع 5 قطرات من عطر CHANEL No5 للنوم، وتضيفه إلى حمّامات الجليد الخاصة بها. والسرّ يكمن في طريقة توزيعها للعطر على جسدها، فهي كانت توزّع عطر «شانيل» رقم 5 على 6 أماكن رئيسة في جسمها، هي: شعرها، وخلف أذنيها، وداخل مرفقيها، وعند خصرها السفلي، وخلف الركبتين، والسرّة، وذلك للحفاظ على الرائحة لأطول فترة ممكنة.
بريجيت باردو Brigitte Bardot
ملكة جمال السينما الفرنسية… اللقب الذي اشتُهرت به بريجيت باردو التي فتنت العالم بسحر جمالها، فهي إحدى أبرز أيقونات الجمال في العالم التي لم تتكرر. ولا شك في أنها تُعدّ منذ فترة السبعينيات، وهي أوجّ شهرتها، الى اليوم ملهمة بأساليبها الجمالية التي لا تفنى موضتها، وطبعت بريجيت في ذاكرة الأجيال العديد من أجمل تصفيفات الشعر الكلاسيكية، خاصة قصّة الغرّة Bottleneck Bangs التي تُعرف بـ «عنق الزجاجة» التي عززت من أنوثتها ومظهر شعرها الساحر.
إليزابيث تايلور Elizabeth Taylor
«أيقونة السحر والجمال»… هو اللقب الذي رافق إليزابيث تايلور لأعوام طويلة تماماً مثل ألقاب: «قطة هوليوود المدلّلة» و»فاتنة الشاشة الأميركية» و»ملكة الألماس».
اشتُهرت نجمة هوليوود اليزابيث تايلور بجمال ساحر ومبهر وجاذبيّة طاغية، وتألقت دائماً بإطلالات رائعة وفساتين فائقة الأنوثة والجاذبية أبرزت خصرها النحيل. وأكلمت في الغالب إطلالاتها الأنيقة بالمجوهرات الفاخرة البعيدة من المبالغة والبهرجة. تميزت إطلالات تايلور بأكسسوارات الشعر المصنوعة من الريش، والأكسسوارات اللافتة والمميزة، ولفائف الفراء.
وعلى الصعيد الجمالي، يُقال إن إليزابيث تايلور لجأت إلى حيلة غريبة تساعدها في تطبيق منتجات العناية بالبشرة على وجهها، تمثلت في حلق وجهها باستخدام الشفرة، لأنها كانت تعتقد أن المنتجات تكون أكثر فاعليةً بهذه الحيلة.
مونيكا بيلوتشي Monica Bellucci
رغم تقدّمها في العمر، لا تزال الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي تحتفظ بجمالها الفاتن، وتُعدّ الفتاة الأيقونية لجيل الثمانينيات والتسعينيات، ويخطف حضورها أمام عدسات الكاميرات الأنظار.
تهتمّ مونيكا كثيراً بجمالها وتستخدم الماء البارد أثناء الاستحمام لتنشيط الدورة الدموية، والحفاظ على شباب البشرة، ومنح شعرها الصحة واللمعان. كما تحرص على تنظيف وجهها باستمرار، ولا تضع الكثير من المكياج في الأيام العادية، وتستخدم كريمات الترطيب المرمّمة والمحارِبة للتجاعيد، فيما تدلّل شعرها الجميل بالأقنعة الطبيعية المغذّية.
غرايس كيلي Grace Kelly
أميرة موناكو الراحلة غرايس كيلي، هي زوجة أمير موناكو رينيه الثالث، وإحدى أكثر النساء جمالاً وجاذبية في القرن العشرين، وواحدة من أيقونات الجمال والموضة حتى قبل أن تصبح أميرة موناكو في عام 1956.
ارتبط اسم غرايس كيلي بالبساطة والأناقة والفخامة. واشتُهرت خصوصاً بحملها حقيبة Kelly من Hermes التي سُميّت تيمناً بها ويقال إنها كانت تحملها من الأمام لإخفاء حملها.
كما تميّزت غرايس كيلي بجمالها الكلاسيكي وأتقنت استخدام تقنية تحديد الوجه قبل انتشارها في العالم. فكانت تعتمد على الخطوط والألوان الحادة في ظلال العيون، لترسم عينيها بشكل محترف مع تقنية الظلال الداكنة والفاتحة التي تُعرف اليوم بتقنية الكونتور والتي يتم تطبيقها على مختلف أجزاء الوجه لتجميلها وإخفاء العيوب.
وكانت غرايس كيلي تعمل على إبراز عظام الوجنتين باستخدام ظلالين من أحمر الخدود، درجة لون أفتح على العظام، ودرجة أغمق في التجاويف، لتحديد قسمات وزوايا الوجه بجاذبية.
اترك ردك