الأمم المتحدة (أ ف ب) – اجتمع مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين للتصويت على قرارات روسية وبرازيلية متنافسة تعكس الانقسامات العميقة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود وهجمات حماس الأخيرة والانتقام الإسرائيلي.
ولكن بعد افتتاح الجلسة مباشرة، طلبت سفيرة الإمارات العربية المتحدة، لانا نسيبة، من الأعضاء الدخول في مشاورات مغلقة، فغادر سفراء المجلس الخمسة عشر الغرفة. وقال العديد من الدبلوماسيين إنهم يريدون تأجيل التصويت، خاصة فيما يتعلق بقرار البرازيل.
فشلت أقوى هيئة في الأمم المتحدة، والمكلفة بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين، في الرد على الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل والذي أدى إلى مقتل نحو 1300 شخص، وعلى الغارات الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة 2750 فلسطينياً، وعلى أوامرها لسكان غزة في غزة. الشمال يتجه جنوباً لتجنب حرب برية متوقعة.
ويدعو مشروع القرار الروسي، الذي كان من المقرر أن يتم التصويت عليه أولا، إلى “وقف فوري ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية ويحظى بالاحترام الكامل” و”يدين بشدة جميع أعمال العنف والأعمال العدائية الموجهة ضد المدنيين وجميع أعمال الإرهاب”. ولم يذكر حماس أبداً.
ويدعو مشروع القرار البرازيلي إلى “هدنة إنسانية” كما “يدين بشدة جميع أعمال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين وجميع أعمال الإرهاب”. لكنه أيضًا “يرفض ويدين بشكل لا لبس فيه الهجمات الإرهابية الشنيعة التي تشنها حماس”.
وقال دبلوماسيون بالمجلس، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأن المشاورات كانت خاصة، إن مشروع القرار الروسي من غير المرجح أن يحصل على دعم تسعة على الأقل من أعضاء المجلس الخمسة عشر، وهو الحد الأدنى المطلوب.
وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور للصحافيين قبل الاجتماع إن “المجموعة العربية تدعم المشروع الروسي”.
وقال السفير الصيني تشانغ جون إن كلا القرارين “يحتويان على عناصر إيجابية للغاية في نص كل منهما” و”نحن مستعدون لدعم مجلس الأمن للمضي قدما في اتخاذ إجراءات حاسمة ولإرسال رسالة قوية في هذه اللحظة الحرجة للغاية”.
ويبدو أن روسيا توقعت هزيمة قرارها، فاقترحت تعديلين على مشروع القرار البرازيلي ليتم التصويت عليهما بشكل منفصل بعد التصويت على القرار الروسي، ولكن قبل طرح القرار البرازيلي بأكمله للتصويت.
ومن شأن أحد التعديلات أن يضيف دعوة “لوقف فوري ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية ويحظى بالاحترام الكامل”.
أما التعديل الثاني المقترح فهو “يدين بشكل لا لبس فيه الهجمات العشوائية ضد المدنيين وكذلك ضد الأهداف المدنية في قطاع غزة، مما يحرم السكان المدنيين من الوسائل التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، في انتهاك للقانون الدولي”.
اجتمع مجلس الأمن الدولي خلف أبواب مغلقة الجمعة للمرة الثانية خلال خمسة أيام لبحث الحرب بين إسرائيل وحماس، لكنه لم يتمكن من التوصل إلى نهج موحد. واقترحت روسيا مشروع قرارها، ووزعت البرازيل، الرئيس الحالي للمجلس، مشروعا منافسا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
اترك ردك