تُسلّط مجموعة “ليكول فالنتينو” Valentino L’Ecole للمدير الإبداعيّ بييرباولو بيتشولي الضوء على الجسد، احتفالاً بالأنوثة والإنسانية. إنّها انعكاس لإيديولوجيا مُعيّنة وتعبير عن الحميميّة والفرديّة، والنتيجة تنقل هدفاً نسويًاً أساسياً: استقلاليّة الجسد عن نظرة الذكور المحدّقة به أو التوقّعات المجتمعيّة، مع التركيز على حريّة التصرّف الكاملة. والأهم من ذلك هو شعور الفرد بالراحة والثقة الكاملتَين تجاه نفسه وجسده.
يتم تقديم العري كحالة طبيعية، وليس كوسيلة للإثارة؛ إنّه تأكيد على التحرّر، وهو يكمن في جوهر الابتكار. صُنعت الموضة لتكسو الجسد، ولكنّها هنا تدخل في اتّحاد وتفاعل أساسيّ ما بين الملابس والمرأة التي ترتديها، بهدف تغيير تصوّراتنا للعري. ترفض هذه المجموعة المفاهيم ذات الطابع الجنسيّ وتتحدّى الكليشيهات المرتبطة بالإغراء، لتتعمّق في الحسيّة الشخصيّة والعلاقة الحيويّة ما بين الألبسة والجسد.
يصبح الجسد قماشاً بحدّ ذاته؛ فيتمّ تقصير التنانير لتقديم منظور جديد وإضفاء حركة ديناميكيّة، في حين أنّ القصّات الجريئة تكشف عن بعض أجزاء الجسم، ممّا يسمح بإعادة النظر في شكله ومنحنياته. وتُبصر النور تقنيّة جديدة، أطلقت عليها “فالنتينو” Valentino تسمية “ألتوريلييفو” Altorilievo (النمط النافر والبارز)، لتنحت القماش ضمن أبعاد ثلاثيّة، ممّا يبتكر أشكالاً طبيعيّة تشتمل على الأوراق الخضراء الوافرة، والفاكهة، والأزهار، والحيوانات بأسلوب الباروك التي تُزيّن الجسد العاري، باعتباره حالتنا الطبيعيّة. إنّ هذه التقنية تُبرز الجسم أكثر ممّا تكسوه وتنساب مع مُحيطه بشكل مثاليّ، وهي بمثابة إشادة بالمرأة، ممّا يجعلها جزءاً لا يتجزأ من عملية تصميمها. تُحدّد الزخرفة المُتقنة والبسيطة في الوقت نفسه، بنية الإطلالات التي تتكيّف تماماً مع الشكل الفريد لجسم مرتديها وتُحقّق التوازن ما بين أجزاء الجسم العارية والأخرى المغطّاة.
تستعيد الطباعة بنقشة “غريزاي” هذه الأشكال، ويتمّ تقطيع الأقمشة بعناية لإظهار البشرة تحتها.
تتميّز مختلف أنواع القمصان بما فيها الـ”تي شيرت”، وسراويل الجينز بسيطة المظهر من خلال إبراز تفاعلها المباشر مع الجسم. ويتمّ تقديم الملابس الرسميّة بقماش الـ”بوبلين” القطنيّ، ذي الملمس الناعم والبنية المرهفة، ممّا يعكس المنحنيات الأنثوية. هنا، يتمّ تسليط الضوء على اللطف، والرقّة، والاهتمام الفائق بأدقّ التفاصيل. يُمكن إضفاء طابع ثمين على قمصان الـ”تي شيرت” من خلال تصنيعها من الحرير وجعلها طويلة ومنسدلة بأسلوب شبيهٍ بفساتين السهرة إلى جانب تزويدها بتفاصيل مطرّزة بدقّة. كما ويُوفّر الكتان والحرير الخام ملمساً استثنائياً، لإحداث ديناميكيّة شخصية فطريّة مع المرأة التي ترتديهما دون سواها.
تُؤكّد الأكسسوارات العلاقة بين الموضة والمرأة، وبالأخصّ حريّتها: يتمّ اعتماد الأحذية منخفضة الكعب التي تُعزّز الثبات، وتتفاعل مع الجسم، وتُسهّل الحركة. ومن ناحية أخرى، تتكيّف حقيبة “مون” Moon المرنة واللينة والمزوّدة بشعار V من “فالنتينو غارافاني” Valentino Garavani مع شكل الجسم، بحيث تلتف السلسلة البيضاويّة على شكل الحرف V حول المعصم، لتدمج ما بين المرأة والقطعة التي تتزيّن بها. ويتمّ تقديمها بجلد العجل عالي الجودة، الذي يتّسم بطابع مرن ومريح.
الحسيّة – استكشاف البهجة ومداعبة الحواس. لتسليط الضوء على أسلوب مجموعة “فالنتينو ليكول” Valentino L’Ecole وطابعها العاطفيّ، تستخدم الفنانة مُتعدّدة الاختصاصات “أف كاي آي تويغز” جسدها كعنصر أساسي في أدائها وتُرافقها مجموعة من الراقصين الذين يتحرّكون معًا بطريقة مُنسّقة. وفي عروضها، تُترجم باستمرار رؤيتها الفنية إلى تعابير جسديّة ملموسة، وتمزج موسيقاها مع الرقص والحركة لتجعل حضورها الجسدي محور تمثيلها الإبداعي. إنّ هذا الأداء الحيّ يستكشف ويُكرّم الأجسام، والخصائص الجسديّة، والأنوثة.
اترك ردك